هل تقرص خيالك المحدود عندما ترى أمّاً تهَبُ ابناً لها
للجهاد ، وتُخْلي عواطفها من تبعات تحريره منها ؟
هل كانت خنساوات غزة اللواتي يصرخن بالتبرّع بفلذات
الأكباد وشقائق النفوس بإصرار اليوم يحتوين في أفئدتهنّ كل هذه الحرية التي تتعالى
على عواطفهن !
هل كانت هذه الأمهات هنّ معدن النصر وكلمة السر فيما
نراه اليوم في قطاع غزة !
لم أجِد في كلام المفسرين طعْماً لأي تفسير أطمئن بروحي
وعقلي إليه لكلام امرأة عمران إذ قالت : " رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا
فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " إلا أنها أوجبت على نفسها نذيرةً أن تجعل
وليدها محرراً من خدمتها وعواطفها المقيِّدة له لينطلق بحرية في سبيل الله لا ينظر
وراءه ؛ ولا يعرف أمامه سوى سبيل الله ، منتظِرة من الله أن يتقبّل منها نذرها
فحسب !
ما أعظمك يا أمي !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق