أول مرة سمعت
قصيدة " صوت صفير البلبل " كانت من شريط مشهور في الثمانينات بصوت الشيخ
أحمد القطان ، وقد حظيت القصيدة بانتشار كبير بسبب شهرة الشيخ آنذاك ، وصارت الناس
تحفظها لطرافتها .
يومها لم
أستطع هضمها لكثرة أخطائها النحوية والصرفية واللغوية لاسيما أنني كنت آنذاك ابن
مدرسة لغوية " شنقيطية " متشددة تهتم بمتن اللغة وشرح المفردة بعناية
وتمثيل .
وأكثر ما
ساءني حينها أنها منسوبة للأصمعي الذي لم تحفظ عنه قصيدة قط ، وإنما أبيات مفردة ،
فقد كان راوية لا يتقن نظم الشعر بالمرّة رغم سعة حفظه .
لم أجد في
القصيدة شيئاً سوى طرافة القصة وطرب الإيقاع أما غير ذلك فهي هذر فارغ ، وذوق فاسد
، فلا لغة فيها ولا جمال ولا تركيب صحيح ولا مفردة غريبة صحيحة .
لم أجدها في أي مصدر قديم ، وأول انتشار لها معروف
كان في كتاب القاص الإتليدي المتوفَّى قبل نحو 300 عام في كتابه إعلام الناس بما
وقع للبرامكة مع بني العباس ، والأصمعي مات قبل نحو 1200 عام تقريبا ؛ أي أن
القصيدة مصنوعة لأغراض الطرافة وإضحاك الناس فحسب ، ولا ينبغي التماهر بحفظها أمامنا
، وإذا كان لابد من تمرين أوتار المخ على الحفظ فلنحفظ غيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق