الأحد، 17 يوليو 2016

الغوارنة

الغوارنة !
جمع غورانيّ ، وهو جمع على غير قياس ، لأن النسبة بالياء كانت على غير قياس ، مثل طبراني نسبة إلى طبرية ، وقيسراني نسبة إلى قيسارية .
وغور الأردن أو غور فلسطين هو ذاك المكان الغوير المنخفض جداً عن سطح الأرض الواصل بين بحيرة طبرية والبحر الميت ، وهو اليوم تقتسمه الحدود بين فلسطين المحتلة والأردن ، ومن أهم مدنه أريحا وبيسان والكرامة والشونة ودير علا  .
وللأسف فقد اقتسم الناس التسمية ، فناحية الغور الشرقية تسمى اليوم غور الأردن ، وناحية الغور الغربية تسمى غور فلسطين ، فيما يسيطر الاحتلال على غور فلسطين بالكامل ، ولم يكن الناس قديماً يفرّقون بينهما ، فغور الأردن نسبة إلى نهر الأردن الجاري فيه ، وغور فلسطين نسبة إلى المنطقة التي يمتد إليها الغور جنوباً إلى البحر الميت حيث إن مناطق شمال فلسطين الحالية كانت تسمى في العقود السابقة الأردن ، وكانت عاصمة الأردن وقصبتها في طبرية ، وكانت سواحل الأردن تصل إلى عكا ، بينما كانت فلسطين جنوبها ، ومن مدن فلسطين آنذاك : القدس والرملة والخليل وبيت لحم وعمّان والكرك والطفيلة ... .
وهو غور خصيب ، تنحدر إليه مياه الجبال الشمالية ولاسيما الجليل الشرقيّ ، وتمدّه بمياه عذبة ، يُولَد منه نهر الأردن ، وبحيرة طبرية ... ، وأهم ما في الغور هو تلك المسمّاة لدى المزارعين بالعقد الشتوي ، حيث إنه ينتج المحاصيل الربيعية والصيفية قبل أوانها بسبب حرارة الغور .
هذه المنطقة كانت مشتى الرومان والغساسنة والمسلمين ولاسيما من خلفاء بني أمية ، وكانت الصّنّبْرة جنوب حطين مشتى للخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان ، وقد اكتشفت آثار قصر أموي قديم له في تلك المنطقة ، وهناك أدار الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عملية القبض على متنبّئ كذاب تبعه ناس كثيرون يدعى الحارث حتى قبض عليه وقتله .
يمتاز أهل الغور بسمرة البشرة إلى حد السواد ، ويشتهرون بزراعة الموز والنخيل وقصب السكر والبطيخ إضافة للرعي .
يوجد في سهل الحولة الفلسطيني أكثر من عشر عشائر من الغوارنة كانت تسكن في 12 قرية معظمها مضارب من بيوت الشعر قبل النكبة كما يقول المؤرخون ، وعرب الغوارنة ليسوا من أصل واحد فهم خليط من المغاربة وبدو مهاجرين من بئر السبع وصحراء الأردن الجنوبية وأهم عشائرهم: عرب الحمدون، زبيد، العزيزيات، عرب وقاص، الزنغرية، عرب الشمالنة، الهيب، القديرية، المكية ، السيا ... . وبعض الغوارنة سكنوا صفد وحيفا وعكا وطبرية ومناطق في الجليل قبل النكبة . ونسبة الحولة إلى الغور مجازية جغرافية في حقيقة الأمر لأن الحولة مرتفعة عن الغور وهي أقرب لانحدار الجبل .
هاجر كثير منهم إلى لبنان وسوريا والأردن بعد النكبة ، وحملوا معهم أوجاع المهاجرين اللاجئين ، ولم ينج عرب الحولة من التهجير رغم ما زعمته بعض المصادر اليهودية من علاقة صداقة جمعت صداقة بين زعيم عرب الحولة كامل حسين يوسف والأمير فاعور فاعور أمير عرب الفضل مع اليهود ، فقد قتلت عصابة " البلماح" اليهودية أعداداً من الغوارنة على خلفية قتل رجل يهودي اتهموا قرية الخصاص به في ديسمبر 1947م وما تزال قضية كامل حسين محل حيرة من الغوارنة إلى اليوم وسبب ما نُسب إليه .
من لهجتهم التي تميزوا بها هذه الكلمات ، وغيرها كثير :

قوطر = ذهب
كونَه = مشكلة
فجَغه =  فشخه = فتح رأسه
مْبوقع = نصاب
كذيّة = مثل هذا
ادهك = ادعس
مُطقة = قُبلة
شنّ علييه = انظر إليّ
إلبد = اختفِ
براطم= شفايف
تكاونم =  تشاجروا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق