الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

تجربة العيش في خيمة رسول الله !

عندما أقوم بالكتابة فإنني أبدأ بعملية استجواب ، أضع له الأسئلة الكثيرة ضمن منهجية أستطيع التحكم في مسارها حتى لا تبعدني عن مرادي ، أضع أسئلة المكان والزمان وظروف الإنسان معهما ، ثم أحاصر المكان بتضييق الجغرافية ، وأحاصر الجغرافية بتغطيات الزمان ، وتفاعل الإنسان مع هذا المكان في الزمان ذاته ...
أعدِّد زوايا النظر وأستعير نظارات ملونة لأقرأ المشهد بكل الألوان الممكنة ، أضع الأسئلة الصعبة والمستحيلة والجريئة والمستفزّة ...
أستدرج الأصدقاء العارفين بطرح بعض الأسئلة المشكلة وأستمع إلى إجاباتهم الأولية وتكهناتهم وأستفزّهم ببعض الأسئلة ، كل استفزاز يدفعهم للرد فأستخرج من ردودهم أسئلة جديدة أو أطراف أجوبة ... .
أضع السيناريوهات المحتملة في السياق السياسي والاجتماعي والعسكري والاقتصادي وأحاول الربط بينها ، ثم أطابق هذه السيناريوهات مع المعلومات الأولية المتاحة من خلال خطوط ربط محتملة لأخرج بالسيناريو الأكثر تطابقاً مع المعلومات الأولية وأجعله بمثابة السياق العامة الأكثر ترجيحاً وأبني عليه نقطة ربط مركزية تتصل بنقاط ربط أخرى فإذا اتصلت بسهولة كان ترجيحي أكثر مصداقية وإلا فإنني أعيد قراءة النتائج .

هذه الطريقة افتتحت بها تصنيف كتابي فتوح فلسطين ثم أَصبَح سنّةً ماضية ... أروعُ ما في الأمر أنني وأنا أعيد كتابة سيرة الغزوات النبوية التي أدت إلى إجلاء اليهود عن جزيرة العرب شعرتُ أنني أعيش في العصر النبوي بكل تفاصيله ، حيث إن كثرة البحث عن الأجوبة كانت تكشف لي المشاهد العلوية والتفصيلية وأتخيّل كل شيء ، ولا تتخيّلوا مقدار سعادتي بالعيش جوار خيمة رسول الله في معسكره !

الأحد، 7 أغسطس 2016

الفاسد والقُرادة !



القُرادة حشرة مفصلية الأرجل لئيمة الطبع ، خسيسة الفعل، تتحسّس طريقها من خلال شعورها بدفء أجسادنا ثم تلتصق بسرعة بجلودنا أثناء توقف حركتنا  في نومنا أو استراحتنا بعضّة مخدّرة لا تشعر بها، تغرز فيها مخالبها الفكّية وتمدّ من خلالها خرطومها الحفّار الماصّ للدم، وتظل تشفط الدم بسكون دون أن نتمكن من اكتشافها !
القُرادة نموذج مثالي للفاسد، فلا تعيش القرادة إلا في موضع الإضرار بالآخرين لتعيش هي ، تمتص دمنا كما يمتص الفاسد دمنا قليلاً قليلاً في غفلة منا، ولا يشبعان من الدم، كما لا يسعيان لإنتاجه ... أصبح امتصاص الدم لدى كليهما أسلوب حياة ! 
السيئ في الأمر أن نزع القرادة عند اكتشافها بقوة لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً ، وبتسبب النزع في آلام حادة لا يفيدها القطع ولا الكيّ بسبب استمرار وجود بقايا الرأس الماص في الجلد ... فيظل الهرْش والحكّ .

عملية النزع تتطلب احتيالاً يستلزم صبراً وتدرجاً ودغدغة وتبسماً ، ثم غسلاً وتنظيفاً وتطهيراً موضعياً ... ثم يبقى الأثر موجوداً ليذكرك بأثر الفساد !