الجمعة، 10 مارس 2017

النِّيص والبرغوث والباسل !

ينقلون على لسان الشهيد المثقف باسل الأعرج رحمه الله أنه كان يدعو الشباب للعيش مثل النِّيص والقتال كالبرغوث ، ربما يعرف كثيرون منا البرغوث لكنّ النيص يجهله كثيرون إلا سكان الجبال والأرياف ، فهو حيوان شوكيّ قارض كبير ليس كثير العدد ، وهو المعروف قديماً باسم الشَّيْهَم أو عظيم القنافذ !
ما الذي جعل الشهيد الأعرج يمارس حياته كالنيص ويدعو إلى محاكاة سلوكه !

النِّيص كائن وحيد يعيش وحده ويبحث وحده ويقاتل وحده ، ولا يتسبب موته بهلاك واحد من بني جنسه !
إنه كائنٌ ليلي بطيء الحركة يتحرك بحذر، ويتخفّى في النهار في جحوره الصخرية أو الرملية .
ومع أنّ أسنان النيص حادة قاطعة إلا أنه يتغذّى بالمتاح السهل من أوراق الأشجار والأعشاب والأزهار والفتات ، وفي ليالي الشتاء يقشر بأسنانه لحاء الأشجار الطرية الغضة ويتناولها ، وهذا شأنُ الفدائي في طعامه حيث يأكل المتوفر المتاح؛ ويستعمل أسنانه في قرض الأقفاص الخشبية التي يُحْبس فيها.
يتحرك النيص كالفدائي في مربعات خطرة ، ويتجنّب المواجهة المباشرة ، وإذا حاصره العدو فإنه لا يهرب لبطئه ومحدودية تكتيكات المناورة لديه فإنه ينكمش ويستدير على نفسه ، وينفش أشواكه المدببة الطويلة في مواجهة عدوّه ، وقد يُخرج بعض أشواكه من جلده الخشن فيظن العدو أنه يطلقها عليه، ويضرب أقدامه بالأرض ، ويصكّ أسنانه ويطلق صوتاً كالنباح فيصبح غاضباً مخيفاً لا يرعوي عن فعل شيء ؛ والعجيب أنه عندما يفقد أشواكه فإنه يعوّضها بسرعة، ويزعم بعضهم أن شوكه إذا اخترق جلد الإنسان فإن جرحه صعب الشفاء بطيء البرء !
والنيص له حاسة سمع مرهفة تمكّنه من تكتيكات الاختفاء ، وحاسة شمّ مرنة تلتقط الروائح من مسافات بعيدة .
وإذا تمكن الثعبان الضخمُ منه وابتلعه فإنه يمزّق أحشاء الثعبان ويقتله بعد موته !
أما البرغوث فهو حشرة ليلية أيضاً تمص دم الهدف بخفّة فلا يعلم ما حدث له إلا بعد أن يتورم موضع العضّة، ولا يكاد يسمع أحدٌ صوتَه ، وهو سريع الاختفاء أيضاً ، ويحسن التعلّق بالخيوط الهشّة .
رحم الله باسل الأعرج عاش كالنيص وقاتل كالبرغوث حتى نفدت ذخيرته كلها 

قبل أن تخسروا المتميزين فيكم ؟

الشخص المتميز أو المبدع كائن موهوب له جانبٌ ضعيف جداً في شخصيته - إذا لم يرشده أحدٌ في مرحلة مبكرة لمواجهته والتعالي على ضعفه – هذا الضعف يتمثّل في كونه شديد الحساسية والتوتّر، والقابلية العالية للاستفزاز، إذ يتأثر بكل المشاعر الإيجابية والسلبية تجاهه مما يؤدي إلى انتفاخات وتورّمات حادة في شخصيته ، ولا سبيل إلى علاجها بسهولة ، وربما أدّى العلاج غير المحسوب إلى تحطيمه تماماً ؛ لذلك يحتاج هذا المبدع إلى حكمة في التعامل معه وانتزاع التوحُّش منه ليتواصل عطاؤه ويعيش في استقرار نفسيّ يتيح لنا الاستفادة منه في ظل الفقر الشديد في مستويات النخبة لدينا.

إن حِرمانَه من التقدير الذي يستحقه – بتوازنٍ - سيحوّل أتفه خلافٍ معه إلى جرح نفسيّ غائر سيدفعه للانفجار في اتجاه نفسه باكتئاب فإحباط فانتحار – ربما - ، أو في اتجاه الآخرين بالانتقام في محاولةٍ منه لإثبات نفسه، وأسوأ ما في الأمر أن يفتح عليك جبهةً يستنفد فيها طاقته وتميّزه فيما لا طائل منه سوى تفريغ شحنات الغضب الداخلي المتوقِّد فيه .  

الخميس، 9 مارس 2017

زعيم عربي وحيد نصر ثورة القسام !


هناك رجال يظلمهم التاريخ لأن التاريخ غنيمة الأقوياء فحسب ، رجل معمّر عاش أكثر من مائة عام 1850 -1957 م كان شيخ عشيرته العدنانية " الفريحات " ، وأمير سنجق عجلون العثماني الذي ضمّ معظم الأراضي الأردنية الحالية وأجزاء من فلسطين في نابلس وجنين ، بقي وفيّاً للعثمانيين الذين دعموه سياسياً ومنحوه رتبة الباشوية وجعلوا واحداً من عشيرته عضواً في البرلمان العثماني (المبعوثان) ، ومع أنه كان عثمانياً فقد كان مؤسساً لتيار القومية العربية وأحد رموزها ، ولم يجد غضاضة في الجمع بين انتمائه للإمبراطورية العثمانية المسلمة وقوميته العربية التي اشتعل عصبيتها في مواجهة الطورانية التركية ، بل كان له دور كبير في إطفاء الفتن الطائفية في حوران ودمشق ولبنان والتي كادت تعصف بالوجود المسيحي في الشام أواخر القرن التاسع عشر .
في تلك الجبال الحصينة العالية في جبال عجلون وتحديداً في مسقط رأسه " كفر نجه" كان الشيخ راشد الخزاعي يلتقي بثوار سوريا على الفرنسيين ، وثورا ليبيا على الإيطاليين ، وثوار الأردن وثوار فلسطين على البريطانيين ، وهو الزعيم العربي الوحيد ( زعيم حكومة عجلون) الذي قدّم المساعدة لثورة الشيخ عز الدين القسام بداية الثلاثينات فزوّدها بالسلاح والمؤن ، وأمدّه بالمتطوعين الأردنيين ، ووفر له وللفدائيين معه المأوى والحماية والدعم ، وعمل على ضرب سماسرة الأراضي وعملاء الإنجليز وساهم في تحشيد الأمة الإسلامية في مؤتمر القدس الإسلامي الأول، وخرج في تظارهات كبيرة في إربد لدعم ثورة البراق بعد استشهاد أبطال الثلاثاء الحمراء حجازي والزير وجمجوم... ذلك كله حدثَ قبل أن يتعرض للنفي للعقبة ثم اللجوء إلى الحجاز الذي سيطر عليه الملك عبد العزيز آل سعود آنذاك .

هذه العلاقة الخاصة بين الشيخ راشد الخزاعي والشيخ عز الدين القسام ما تزال من المحطات التي تحتاج إلى تظهير في التاريخ الفلسطيني الحديث بالبحث عن وثائق في شهادات القساميين الأوائل المسجّلة ، وإعادة النظر في أضابير البريطانيين، ولابد أنها ستكشف جانباً مستوراً من قضية فلسطين يعيد تجريب الحاضر وتصوير ظروفه . 

الأربعاء، 8 مارس 2017

خَرْفان وخَرْفانة !

من المواقف الطريفة في التجني على المرأة ما نقلوه على لسان الفقيه الأصولي أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين حيث قال : ( لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة ) ؛ ومعلومٌ أنه هنا ينتقص من عقل المرأة جداً فيجعل لعقلها الراجح شاهداً واحداً ، إلا أن بعض المتعصبين الذين يرتدون ثوب (المنصفين) استدرك عليه ابنة شعيب التي أشارت على أبيها أن يستأجر موسى – عليه السلام – وامرأة فرعون التي أشارت على زوجها أن يدع لها الرضيع موسى .
لكن أطرف المواقف ما ذكره العلامة المعتزلي المفسِّر الشهير جار الله محمود الزمخشري في تفسيره (الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل) إذ يقول في تأويل الفَنَد في الآية في سورة يوسف بما ينفي عن المرأة العقلَ ابتداءً فلذلك لا يصيبها الخرف : (قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّى لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ) ، يقول: ( والتفنيد : النسبة إلى الفنَد ، وهو الخرَف وإنكار العقل مِن هَرَمٍ . يقال : شيخ مُفنِّد ، ولا يقال عجوز مفنّدة ؛ لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي فتفند في كبرها) .
وهذه المنقولات إنما ذكرتُها للطرافة والنكتة، وحقُّها الإنكار والردّ ...
تحيةً للمرأة في يومها الرسميّ الذي جعله الناسُ – للأسف - فرصةً للتكسُّب بالحفلات الرسمية المتكلفة، ومدخلاً للارتزاق بالشعارات والدعايات المدفوعة المختلَسة .

الثلاثاء، 7 مارس 2017

كلاب الشاباك !

بقلم د. أسامة الأشقر
يسأل بعض طلبة العلم النابهين عن معنى "كلاب الشاباك" في هتافات الجماهير الفلسطينية الغاضبة من اغتيال باسل الأعرج :
" قولوا لكلاب الشاباكْ ... جايِ جايِ الاشتباك "
فأجبتُه مستعيناً بالمعاجم السرية المعتمدة ، ملتزماً بالمنهج العلمي الوصفي التمثيلي:
كلاب الشاباك نوع من الكلاب الهجين البرية المدرّبة كانت تعيش قبل أكثر من ربع قرن متخفّيةً في الظلام وفي شقوق الجدران وأحياناً كثيرة في ظلال الرطوبة المهترئة، ثم تطورت تنازلياً نتيجة تدخّل انتقائي لا آدميّ في الجينات فأصبح لها خصائص استثنائية لتتمكن من المحافظة على هيئتها الخارجية مع إضافات مهنيّة ، أبرزها :
عينان لمّاعتان تمتصّ أشعة الشمس دون أن تذوب من المهانة... ، أجواؤها دافئة ممطرة إسرائيلياً ، باردة جافة طبيعياً وتنقلب حارة جداً فلسطينياً غالباً، تتغذّى بأوراق مُلّاكها السابقين وتقتات من الزهور الطازجة النابتة على قبورهم ، تمتاز بالطاعة المطلقة لصاحبها، والشراهة في الأكل ، والشراسة في التعامل مع غير مربّيها ، ليس لها أسنان طبيعية ، على أنه يجري تعويضها بأسناد حادة مصنوعة في مستوطنة بتاح تكفا تعمل عند اللزوم ثم يعاد تخزينها في مستودعات المربّين حتى اشتعال اللمبة الحمراء ثانية .
دماؤها زرقاء شديدة اللزوجة ويعتقد أنها مخلوطة بالزئبق المكبرَت غير القابل للاشتعال ، يمكن تسخينها بالتمرير على ورقة أوامر صوتية عاجلة .
شديدة النباح عند اجتماع قطيعها أو مرور مربّيها لإطعامها أو عند وقوفها أمام الكاميرات ، وبعد انتهاء الدور تقوم بتسليم ألسنتها النابحة إلى مستودع الأسنان لشحنها مرة أخرى .

 أما الشاباك فكائن خرافي موجود دائماً يمتلك حظائر تتنفّس بالأدخنة وتُسقَى بمجاري الصرف .

الاثنين، 6 مارس 2017

ابن نصير ... قائد فلسطيني فتَحَ الأندلسَ وعينُه على القسطنطينية !

د. أسامة جمعة الأشقر
كان موسى بن نصير اللخمي الفلسطيني فاتح المغرب العربي والأندلس رجلاً مهيباً عظيم الجسم سميناً ، وفيه عرج ربما من أثر المعارك الكثيرة التي خاضها ؛ وكان من التابعين إذ لقِي الصحابي الفلسطيني تميم بن أوس الداري اللخمي أمير بيت المقدس ....
كان والده يسكن في جبال الخليل جنوبي بيت المقدس ، وقد سُبي موسى صغيراً هناك في معركةٍ زمانَ فتوح الشام في عهد أبي بكر الصديق ، ولا ندري إن كان قد سُبي على يد سرايا المسلمين العسكرية أم غيرها فقد كانت قبائل لخم وجذام الفلسطينية لم تحسم خيارها بالانضمام إلى جيوش الفاتحين العرب المسلمين في بداية الفتوح، ثم ما لبثت أن تركت ولاءها للروم البيزنطيين وانضمّت بالجملة إلى الفاتحين.
ومن مصادر استمداد شجاعته ما يُحكى أن أمّه أم موسى اللخْمية شاركت في معركة اليرموك وتمكنت من قتل أحد علوج الروم فيها، وأخذت سلَبَه (عدته القتالية وفرسه) أثناء جرِّه لأحد جنود المسلمين ، ضربت رأسَه بعمود خيمة كبيرة فشدخته، ثم ساعدها الجندي المسلم على إتمام مهمتها؛ وكان أمير مصر عبد العزيز بن مروان والد الخليفة عمر بن عبد العزيز يستحثّها دوماً لحكاية قصتها مع العلج ويضحك لذلك.
ولمّا أظهر عبد الله بن الزبير أمره وأعلن نفسه خليفة في مكة وبايعته الأقطار عدا الأردنّ ، أعلن موسى بن نصير ولاءه لابن الزبير وانضم للضحاك بن قيس في معركة المرج، ثم انسحب إلى فلسطين وانضم لناتل بن قيس فأهدر مروان بن الحكم دمه، ولمّا تحققت هزيمة الزبيريين استغاث بعبد العزيز بن مروان الذي آواه وأمّنه واستصدر من أبيه براءة له وسار معه إلى مصر وأصبح مقرّباً من عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك - وكانت الفتوحات في عهد الوليد - ثم ساءت أحواله كثيراً وأهين في زمان سليمان حتى إنه أوقفه في الشمس الحارقة مدة طويلة حتى كاد يذوب شحمه – وكان موسى سميناً -.
كان موسى بن نصير قائداً عسكرياً خطيراً تمكّن من إخضاع بقية قبائل المغرب العربي وضمّها إلى عسكره وافتتح بهم الأندلس ، وكان طارق بن زياد من قوّاده الكبار المحسوبين .
لم يكن موسى بن نصيراً قائداً بريّاً فحسب بل كان قائداً بحريّاً له صولات وجولات في جزائر البحر المتوسط ، وهو ما أعطته مزية وخبرة في التخطيط لافتتاح الأندلس .
وكان موسى بن نصير يخطط لافتتاح القسطنطينية من جهة الغرب الأوروبي ، ويروي المؤرخون أنه لمّا تمادى في سَيره في الأندلس، أتى أرضاً تميد بأهلها من شدة مقاومتهم ، فقال عسكره: إلى أين تريد أن تذهب بنا ؟ حسبنا ما بأيدينا، فقال: لو أطعتموني لوصلت إلى القسطنطينية، ثم رجع إلى المغرب وهو راكب على بغله "كوكب"، وهو يجرّ الدنيا بين يديه؛ ويقال إن الخليفة الوليد بن عبد الملك هو من أوقف تقدّمه إلى القسطنطينية.
من تجاربه المذكورة له:
قال له الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك يوماً: ما كنتَ تفزع إليه عند الحرب ؟ قال: الدعاء والصبر.
 قال: فأيّ الخيل رأيت أصبر ؟
قال: الشُّقر.
 قال: فأيّ الأمم أشد قتالا ؟
قال: هم أكثر من أن أصِف.

 قال: فأخبِرني عن الروم، قال: أُسْدٌ في حصونهم، عُقْبان على خيولهم، نساءٌ في مراكبهم، إن رأوا فرصةً انتهزوها، وإن رأوا غلبةً فأوعالٌ تذهب في الجبال، لا يرون الهزيمة عاراً.

صُدْفة محظوظ !

لقيته مرحِّباً مهنئاً : ما هذه الصُّدفة الرائعة !
قال متجهِّماً : لا تقل صدفة بل قدر من أقدار الله !
قلت له : وهل الصدفة يا صديقي إلا قدر من أقدار الله ، قدرٌ لم أكن أتوقّعه وأنتظره ولا تتوقعه أنت ولا تنتظره، وليس له مقدمات ومسببات متفق عليها بيننا ، أي أننا لم نخطط له ولم نوقِّته في ميعاد، ولا يستلزم وجود أحدهما وجود الآخر .
ثم قلت له: وهذا من حظي السعيد أن أبيِّن لك هذه المسألة :
فتجهّم مرة أخرى: لماذا تقول: الحظ ! بل عليك أن تقول هذا قدر سعيد من أقدار الله !
تبسمت ثانية وأجبته الجواب الأول: وهل الحظ إلا قدر جميل أو مُصابٌ من أقدار الله ! فالمرء له حظّه أي نصيبه المقدّر له، وله حظ عظيم موعود به ، وهو مكتوب أيضاً ) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (، وتقلّبات الحظ في شيء هي أقدار الله فيه .
عندما ألاقيك من غير ميعاد ولا تخطيط فأبتهج للقياك فهذا من استدعاء الأرواح المؤتلفة المجنّدة ، وعندما أكون على عداوة معك فأصادفك أو أجد حظاً من التمكّن منكَ فهذا أيضاً من الصدف العزيزة والحظوظ العالية .
وعلى كل حال فالصدف والحظوظ محتملة التقدير الحسابي على حساب الاحتمالات المرتبطة بعوامل يقدّرها الله ويجعلها كرامةً أو أجراً معجّلاً لواحد من عباده فيكثر حظه، ويأنس بمصادفاته ، ويعدّها من الرسائل المطمئنة من الخالق العظيم .
ثم لماذا تتشددون على الناس في أمرٍ درجوا على استخدامه على سبيل المسامحة والمجاملة والألفة كأن يترافق دخولك على بيت أحدهم مع عودة التيار الكهربي ، ولم يكن مقصودهم الصدفة الفلسفية المطلقة التي يقول بها بعض مذاهب الملاحدة الدهريين الزاعمين خلو النظام الكوني من التدبير الإلهي والخلق الابتدائي .
والكلمة أيضاً من الكلمات المألوفة في اللغة بمعنى اللقيا على غير ميعاد ، ولم يفهم منها الناس من القديم هذا الاعتراض الشرعي ، وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: فَانْطَلَقْتُ بِهِ ( يعني بعبد الله بن أبي طلحة ) إِلَى رسول اللَّهِ فصادَفْتُهُ ومعه مِيسَمٌ ... وقد حكى ربنا عن قارون قول الناس فيه ( إنه لذو حظ عظيم) .