الشخص المتميز أو المبدع كائن موهوب له جانبٌ ضعيف جداً في شخصيته -
إذا لم يرشده أحدٌ في مرحلة مبكرة لمواجهته والتعالي على ضعفه – هذا الضعف يتمثّل
في كونه شديد الحساسية والتوتّر، والقابلية العالية للاستفزاز، إذ يتأثر بكل
المشاعر الإيجابية والسلبية تجاهه مما يؤدي إلى انتفاخات وتورّمات حادة في شخصيته
، ولا سبيل إلى علاجها بسهولة ، وربما أدّى العلاج غير المحسوب إلى تحطيمه تماماً
؛ لذلك يحتاج هذا المبدع إلى حكمة في التعامل معه وانتزاع التوحُّش منه ليتواصل
عطاؤه ويعيش في استقرار نفسيّ يتيح لنا الاستفادة منه في ظل الفقر الشديد في
مستويات النخبة لدينا.
إن حِرمانَه من التقدير الذي يستحقه – بتوازنٍ - سيحوّل أتفه خلافٍ
معه إلى جرح نفسيّ غائر سيدفعه للانفجار في اتجاه نفسه باكتئاب فإحباط فانتحار –
ربما - ، أو في اتجاه الآخرين بالانتقام في محاولةٍ منه لإثبات نفسه، وأسوأ ما في
الأمر أن يفتح عليك جبهةً يستنفد فيها طاقته وتميّزه فيما لا طائل منه سوى تفريغ
شحنات الغضب الداخلي المتوقِّد فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق