كانت ليلة عجيبة، لم أشعر بالرغبة في الذهاب
إلى المسجد لشهود صلاة التهجد ، فالإمام يطيل القراءة ويهذّها هذّاً ولا أكاد
أنتفع بمعنىً أتدبّره !
ومع ذلك فنفسي تتوق إلى مناجاة وصفاء ...
أين أجد ذلك !
وجدتُ نفسي تقودني للمشي الطويل في الطرق
المظلمة ، كانت خطواتي بطيئة متقاربة الخطا ، لا تعرف أين تتجه، إلا أنها تحركت
صوب القِبلة ثم استدارت عائدة ، كانت تتلو سورة الشورى ، واحدة من السور القريبة
إلى قلبي، ولي معها ذكريات قديمة في زمان الحفظ ، أقف طويلاً أتلو : ( والملائكة
يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض، ألا إن الله هو الغفور الرحيم) شعرتُ
أن أحداً ينصت إليّ أو أنني أستمع إلى همهمته غير المفهومة، وكلما اقتربتُ أكثر من
فهم المعنى كنتُ أشعر بالصفاء أكثر ، كأنه دعاء، فأنهمك معه في الدعاء، ثم ظهر لي أنني
الداعي !
كانت نسمات باردة لطيفة تحملني لأعود إلى
منزلي ، وأكمل عبادتي بالصلاة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق