اعتاد
أهل القدس في آخر جمعة من رمضان أن يتوافدوا إليه من كل ناحية قريبة أو بعيدة ،
يودّعونه ويؤانسونه ، وكأنهم في عزاءٍ ، على انقضاء اجتماعهم به في ذلك الشهر العظيم
، والاحتشاد حوله بمئات الآلاف للصلاة فيه ، وسمّوا تلك الجمعة بالجمعة اليتيمة
تشبيهاً لها باليتيم الذي فقد مربّيه وعائله ، ولا أدري هل يقصدون أنفسهم بوصف
اليتم أم يصفون القدس بذلك !
أم
أنهم يصفون هلال رمضان بذلك كما يقول تلميذ الرافعي ورفيقه محمد سعيد العريان : (
وهلال رمضان في لغة الريفيين هو رمضان نفسه. لذلك يتخيلونه رجلاً له حياته وعمره
وأجله. فإذا لم يبق منه إلا ربعه الأخير تمثلوه في محفته السماوية محتضراً يعالج
غصص الموت بين أناشيد الحور وصلوات الملائكة، فيندبونه في البيوت والمساجد،
ويرثونه على السطوح والمآذن، ويبكونه يوم الجمعة اليتيمة أحرّ بكاء ! ) .
وهو على هذه الصورة أمر حسنٌ ما دام تنفيساً عن رغائب العشق، وتعميقاً لمشاعر الحب ، خالياً من البدع المنكرة .
وهو على هذه الصورة أمر حسنٌ ما دام تنفيساً عن رغائب العشق، وتعميقاً لمشاعر الحب ، خالياً من البدع المنكرة .
وقد
تأسس الأمر أولاً على الرعاية الرسمية لهذا اليوم كما كان الحال في مصر الملكية
حيث يؤدّي الناس صلاة (الجمعة اليتيمة) في جامع عمرو بالفُسطاط، ويحضرها ملك مصر
في كل سنة باحتفال جليل .
ثم تأسس على استحسانات بعض المتأخرين من الفقهاء لحديث موضوع جعلوه من جملة الفضائل ( من قضى صلاةً من الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة فاتته في عمره إلى سبعين سنة ) فيأتي هؤلاء المفرِّطون فيصلون بعد الجمعة سبع عشرة ركعة متصلة في جماعات هي عدد ركعات اليوم والليلة ، يظنون أنهم قضوا ما فرّطوا فيه من قبل ، وغسلوا كبائر إثمهم بذلك .
وقد انتشر هذا الأمر في معظم مساجد الدنيا ، بل شاعت بدعة أقبح عرفها الناس باسم " حفائظ رمضان" يقولون إنها تحفظ من الغرق والسرق والحرق وسائر الآفات وتكتب في آخر جمعة منه ، والإمام يخطب على منبره ، يكتبون فيها هذه الطلاسم المختلطة : (" لا آلاء إلا آلاؤك يا الله إنك سميع عليم محيط به علمك كعسهلون وبالحق أنزلناه وبالحق نزل " .
ثم تأسس على استحسانات بعض المتأخرين من الفقهاء لحديث موضوع جعلوه من جملة الفضائل ( من قضى صلاةً من الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان كان ذلك جابراً لكل صلاة فاتته في عمره إلى سبعين سنة ) فيأتي هؤلاء المفرِّطون فيصلون بعد الجمعة سبع عشرة ركعة متصلة في جماعات هي عدد ركعات اليوم والليلة ، يظنون أنهم قضوا ما فرّطوا فيه من قبل ، وغسلوا كبائر إثمهم بذلك .
وقد انتشر هذا الأمر في معظم مساجد الدنيا ، بل شاعت بدعة أقبح عرفها الناس باسم " حفائظ رمضان" يقولون إنها تحفظ من الغرق والسرق والحرق وسائر الآفات وتكتب في آخر جمعة منه ، والإمام يخطب على منبره ، يكتبون فيها هذه الطلاسم المختلطة : (" لا آلاء إلا آلاؤك يا الله إنك سميع عليم محيط به علمك كعسهلون وبالحق أنزلناه وبالحق نزل " .
ولفخر
الهند عبد الحي اللكنوي تأليف جامع سمّاه "ردع الإخوان عما أحدثوه في آخر
جمعة رمضان
" .
ثم وجدنا بعضهم يؤسس على تلك التقاليد الشعبية فأطلق "يوم القدس العالمي" في الجمعة اليتيمة ، وهو أمر دعائيّ حسن ما دام يتأسس على نصرة القدس ولا يدعو لمذهب مشتبِه يستغل حب الناس للقدس لجرّ الناس إلى سلوكه ، وهو ما نخشاه بعد أن رأينا إعلامَهم يجعلون من احتشاد أهل القدس في تلك الجمعة استجابة للداعي الخميني ، وكأن المقدسيين من أتباعه ، وأنهم يؤمنون بمقالته !.
ثم وجدنا بعضهم يؤسس على تلك التقاليد الشعبية فأطلق "يوم القدس العالمي" في الجمعة اليتيمة ، وهو أمر دعائيّ حسن ما دام يتأسس على نصرة القدس ولا يدعو لمذهب مشتبِه يستغل حب الناس للقدس لجرّ الناس إلى سلوكه ، وهو ما نخشاه بعد أن رأينا إعلامَهم يجعلون من احتشاد أهل القدس في تلك الجمعة استجابة للداعي الخميني ، وكأن المقدسيين من أتباعه ، وأنهم يؤمنون بمقالته !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق