الأربعاء، 20 يوليو 2016

لماذا نرفض حكم العسكر !

يأتي أحدهم ويقول: إن هؤلاء الجنود يقدّمون أغلى ما يملكون في سبيلنا فواجبٌ علينا أن نقدّم لهم أعلى ما نملك في سبيلهم !
كان كائناً فصيحاً يطرب الناس لمختار كلامه ويظنونه ينطق بالحكمة المطلقة ، فهؤلاء العسكر هم حرّاسنا وحماة ثغورنا ، لولاهم لما كان هناك استقرار ولا أمان ولا دولة !
بهذه الكلمات كان يخدع الناس فإن أحدنا لا يعترض على رفع مقام العسكري والاحتفاء بنضاله في سياقه العسكري النبيل ، إنما اعتراضنا على وضعه في غير سياقه الذي يُحْسِنه ويليق به ، فمداخل السياسة والمجتمع غير مداخل العسكر والأمن ، ومخارج هؤلاء غير مخارج أولئك .
باختصار:
 نريد ممن يحكمنا إذا اختلفنا معه أن يتعامل معنا بمنطق الربح والخسارة لا بمنطق النصر والهزيمة ؛ إذا رأى أننا نصيب في معارضتنا فإنّه يَزِن كلماتنا وسلوكنا فيقترب منا إذا رأى مصلحة راجحة ولو كانت قليلة ، ويدعُنا نعارضه إذا وجد في كلماتنا وسلوكنا اتجاهاً نحو الخسارة ، فكل شيء عنده موزون بالنسبة.

ولا نريد حاكماً يرى في معارضتنا له عداوةً فيتعامل معنا كالأعداء فيقرر هزيمتنا والانتصار علينا والوقوف على جثثنا ، ويرى في ذلك حمايةً للشعب ووفاءً للوطن !

نريد هويّة وسطاً منيعة ذات أخلاق ، وهي هوية لا تتربّى إلا في بيئة الحرية ، وبيئة الحرية لا تتعايش مع بيئة العسكري الذي يعتاد نمط إلقاء الأوامر أو تلقّيها، ويستجيب لها بالسمع والطاعة وإذا قصّر فيها عوقب بالسجن أو طلقة في رأسه . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق