الأربعاء، 13 يوليو 2016

هل أطلِق عقال الشعر !


لا أدري ما الذي جعل خيال الشعر يداعبني ويتحبَّبُ إليّ ، وأنا الذي جاهرتُ بعصيانه، وكسرتُ أعواده، ولم أترك فيه إلا وتراً يابساً يذكّرني به، فلا أقربه إلا مستعرِضاً به، حتى لا أُتّهم بالجهل بموضعه ...
وما تركتُه إلا لأنه يجعلني عصبيّ المزاج ، سريع الغضب، نَفوراً ، غليظ المزاج، وربما جعلني لئيماً في لحظات الميلاد العسيرة، بل إنه جعلني يوماً أرفع صوتي على مقام أحبّ الناس إلى قلبي لمّا دقّت باب خلوتي وأنا أعالج شيطان الشعر وأسترضيه ، فتبّاً لهذا الشعر الذي يجعلني عاقّاً كريهاً هكذا !
لذلك لا أكتب في العام إلا قصيدة واحدة لا أزيد عليها، وأجعلها عقلية تحليلية فلسفية لئلا تجرّني إلى أعماق النفس فأضلّ، وأحبِّر مختار الألفاظ والتراكيب فيها ، ثم أقرؤها لنفسي، ولا أشعر بالرغبة في نشرها وإذاعتها، فهي لا تصلح للمنابر، ولا يصفق لها أحد، فهي لا تهيج عاطفة العامّة ولا تداعب خيال الجمهور، إذ هي تسبح في الغنائية الذاتية ... وربما نشرتُ بعضها لغرض المناسبة فحسب، وهي تجتمع عندي في ديوان كبير !

هناك الآن ما يُلحّ عليّ لأعيد إطلاق الشاعر في نفسي، والعجيبُ أنّه يعِدُني أن يكون مهذّباً وألا أخشى من شيطان الشعر فقد قبِل الترويض واستجاب لمنطق العقوبة بالحرمان !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق