الاثنين، 18 يوليو 2016

في منزل الإمام الشافعي !


في منزل الإمام الشافعي !
(1)
إذا أردتَ أن تتخيّل الإمام الشافعي فانظر إليه : كان نحيفاً معتدل القامة يميل إلى الطول لطول عنقه، أسمر البشرة ، له عارضان خفيفان يصِلان شعر رأسه بشعر لحيته ، وله لحية لا تزيد عن قبضة يده، وبين أسنانه فلجات (فتحات) جميلة، تُشعِرك بلطفه وخفّة دمه   
كان نحيفاً لكثرة أسقامه وأمراضه، وعلى أنفه أثر من مرض جدري الماء المنتشر قديماً، وكان يلبس عمامة كبيرة كأنها عمائم الأعراب ، تكبّر صورته أمام الناس وهو النحيف المِسْقام .   
له صوتٌ جميل قويّ كالجرس تنشدّ له الآذان وتسترخي من حسنه .
كان للشافعي زوجة واحدة اسمها حمدة بنت نافع وهي من حفَدة الخليفة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنه ، وكانت له جارية أيضاً يقال لها دنانير، وليس له من الذكور سوى اثنين، والطريف أن كليهما يحمل اسم محمد مثل اسمه، لشدّة ما يحب هذا الاسم، وكان يفرّق بينهما بالكنية، فالكبير يكنى بأبي عثمان على اسم جده لأمه ، والثاني أبو الحسن، وكلاهما كانا من القضاة، وقد مات أولادهما الذكور صغاراً ، فليس للشافعي ذرية تحمل اسمه، وكان له بنت واحدة يقال لها زينب، تزوجت من ابن عم لوالدها اسمه محمد أيضاً ، وأنجبت منه فقيهاً ذكيّاً سَرَتْ إليه بركة جدّه في العلم والفهم ، وهو معروف في كتب الشافعية بلقبه : ابن بنت الشافعي واسمه أحمد بن محمد بن عبد الله ...
مات الشافعي رحمه الله وهو في منتصف الخمسين من عمره وكان يعاني من نزيف حاد ، نتيجة مرض البواسير ، والعجيب أن مرضه الطويل لم يمنعه عن الدرس والاجتهاد ونشر العلم حتى غدا إماماً مشهوراً مذكوراً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق