هناك استنفار عام تعلنه السلطة وتستخدم فيه
أدواتها لخروج الناس والتعبير عن توجهات السلطة المفروضة على الشعب، وهو استنفار
استعراضي لا عمق فيه .
وهناك نفير عام يمارسه الشعب بتلقائية
ومباشَرة إثر شرارة فاصلة تغير النمط المرتخي السائد إلى نمط ثوري يدفع الناس إلى
سلوك جماعي متّفِق في المضامين والوسائل والاتجاه العام والهدف المباشر .
ما جرى في شرارات ثورات الشعوب العربية في
مصر وسوريا وتونس واليمن وليبيا ثم ما جرى مؤخراً في تركيا يوضح لنا أهمية التثقيف
القيمي المتواصل وبناء الشعارات عبر تراكم الجهد وعدم إهمال هذا الجانب بانفتاح
مهما اشتدت الظروف وصعبت .
الاستثمار في إعداد عقل النفير هو من
الملفات الاستراتيجية التي تغفل عنها الحركات الوطنية والتنموية نتيجة انهيار
التعبئة الثقافية المبنية على القيم ، وهذا ما يجعلنا نصرّ دائماً على بناء منظومة
قيم جامعة وتعميمها ضمن رؤية ذات سياق تنفيذي قابل للتحقيق ، وعدم مجاملة من
يحبطون هذا الجهد احتجاجاً بأنه تنظير ومثالية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق