لا يعلم كثيرون أن أديب العربية الكبير
مصطفى صادق الرافعي كان أصمّ ، وقد أصيب بالصمم في مضاعفات مرض التيفود بعد نيله
الشهادة الابتدائية بتفوق، ثم فقد سمعه نهائياً في الثلاثينات من عمره ... هذا
الأديب الكبير يسجّل لنا ذكرياته الصوتيّة عن يوم العيد : (. . . وأنا لو ارتدّ إليّ السمع لن يطربني شيء
من النشيد ما كان يطربني في صدر أيامي نشيد الناس في المساجد صبيحة يوم العيد: الله
أكبر الله أكبر! يعج بها المسجد ويضج الناس. . . ليت شعري هل يسمع الناس هذا التكبير
إلا كما يسمعون الكلام! الله أكبر! أما إنه لو عقل معناها كل من قالها أو سمع بها لاستقامت
الحياة على وجهها ولم يضل أحد!).
مناسبة هذا أنني أردتُ أن أجعله مقدمة
لشعيرة التكبير ليلة العيد جهراً وفي جماعةٍ وفي الأماكن العامة وفي جميع الأحوال
، ولذا نقلتُ كلام الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأحبّ إلى قلبي (الأم)
يعلّمنا كيف نقضي ليلة العيد بعد غروب آخر شمس في رمضان:
(قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فِي
شَهْرِ رَمَضَانَ {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا
هَدَاكُمْ} ، فَسَمِعْت مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ أَنْ
يَقُولَ : لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ عِدَّةَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَتُكَبِّرُوا
اللَّهُ عِنْدَ إكْمَالِهِ عَلَى مَا هَدَاكُمْ، وَإِكْمَالُهُ مَغِيبُ الشَّمْسِ
مِنْ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالَ
بِمَا قَالَ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ، فَإِذَا رَأَوْا هِلَالَ شَوَّالٍ
أَحْبَبْتُ أَنْ يُكَبِّرَ النَّاسُ جَمَاعَةً، وَفُرَادَى فِي الْمَسْجِدِ
وَالْأَسْوَاقِ، وَالطُّرُقِ، وَالْمَنَازِلِ، وَمُسَافِرِينَ، وَمُقِيمِينَ فِي
كُلِّ حَالٍ، وَأَيْنَ كَانُوا، وَأَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ، وَلَا يَزَالُونَ
يُكَبِّرُونَ حَتَّى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى، وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حَتَّى
يَخْرُجَ الْإِمَامُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق