مع بداية أول يوم في العام الدراسي في
السودان اجتاح العاصمةَ السودانيةَ الخرطوم كائن عملاق يعرفه السودنيون باسم (
الكَتَّاحة ) ، وهو مخلوق ضخم تراه من
أعلى كالغول المخمور الهاجم على فرائسه فاغراً فمه الضخم، وإذا قابلتَه بوجهك تراه
من البعد كأنه سيل هادر يبتلع بعَجاجه كل ما يلقاه ويصبغه بلون الغبار الطيني
الأحمر .
يتسلل هذا المخلوق بغباره الناعم مسامات
الجدران المُصْمَتة، ويخنق منافذ هواء أوراق الشجر ، ويضع فوق صعيد الأرض أطناناً
من الغبار الثقيل .
بعد أن فرضت سيطرتها بقوة جاءت سحابات سوداء غاضبة فقذفت هذه الكتّاحة بحجارة مائية على ظهرها ورأسها حتى أنهكتْها وأسقطتها كالعجل الكبير الذي كثرت عليه السكاكين .
الكتّاحة لفظة عربية فصيحة ، فقولنا: كَتَحَت الريحُ فلاناً أي سفَتْ عليه التراب ونازعتْه ثيابه وكأنها اختلطت بهذه الثياب فصارت منه.
الكتّاحة لفظة عربية فصيحة ، فقولنا: كَتَحَت الريحُ فلاناً أي سفَتْ عليه التراب ونازعتْه ثيابه وكأنها اختلطت بهذه الثياب فصارت منه.
وظنّي أن الكتّاحة ربما كانت محرفة عن (
القدّاحة ) لأن أقدام هذا المخلوق الضخم تقدح شراراً وهي تزحف بسرعة على قشرة
الأرض فتتباطأ بفعل الاحتكاك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق