السبت، 9 يوليو 2016

زقزوق !

زقزقة الطيور ليست بالضرورة أن تكون صوتاً جميلاً ، فهناك زقزقة صاخبة مزعجة تصل إلى مستوى النعيق ، وهناك زقزقة جميلة تصل إلى مستوى التغريد ...
ودلالة الزقزقة الصوتية تتجه نحو الطرافة والإضحاك والتغنّي والخفّة والرشاقة والسرعة ، ولعل ذلك ما سوّغ المثل الشعبي المصري الشهير " جَوِّزوا زقزوق لظريفة " .
ومن أجل ذلك أصبحت مثل هذه الكلمة بتصفير زايها الخفيفة وتضخيم قافها الغليظة وهلهلة تركيبها توحي بعدم الجدية والاستخفاف والسخرية .
ما دفعني لكتابة هذه المقدمة هو سماعي لصوت هذا الطائر الصغير الأبيض المشطوب بخط السواد ، الذي تراه كثيرا حول ضفاف النيل يقتات على الحشرات والحبوب ، ويزعق بصوت عال كلما اقترب إنسان أو حيوان من البستان الذي يرعى فيه ، يسمونه الزقزوق أو الزقزاق !
كائن آخر يرتبط بالنيل يسميه الناس الزقزوق ، إنه سمك الزقزوق ذو اللون الرماديّ المبيضّ الذي يشبه سمك القرموط  ، وهو رخيص الثمن ، ضعيف الإقبال لكثرة دمه ، مشهور بحسائه الذي يزعمون فيه التقوية ولكن طعمه عاديّ ، ويظهر لي أنهم لم يسمّوه الزقزوق إلا لشبه صوته بزقزقة العصافير الدويرية ؛ فهو تصويتات متقطعة متخرِّمة كأنه الأجيج المتشخِّط يُصْدره عندما يصطاده الصيادون .

ويقولون إن "الزقازيق" في الشرقية بمصر ، لا تعدو أن تكون نسبةً إلى أسماك الزقزوق النيلية أو طائر النيل الجميل ، وإن كان الترجيح في أصل التسمية يتجه إلى شيخ ثريّ قديم سبق عصر محمد علي باشا يقال له الشيخ أحمد زقزوق أنشأ كفر الزقازيق ، وكثر أولاده وانتشرت ذريته حتى أنشأ أحدهم وهو إبراهيم باشا الزقزوق نزلة الزقازيق بجوار القناطر الشهيرة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق