الخميس، 29 يونيو 2017

صناعة الافتراء

مضاحكة الناس من الوعّاظ أمر محبوب يستخدمونه في تفتيح القلوب وترطيب النفوس وغرس الإيمان برفق في نفوس العامة، لكنْ أن يجمع هؤلاء الوعظَ والمضاحكةَ والسخفَ وتركيب الوقائع وتزييفها ليخدموا أجندات سياسية لا علاقة للإيمان والتديّن بها ومسايرة الفتنة القائمة بين الدول وحشر الناس في أتُونها فهذه جريمة دينية وأخلاقية واجتماعية وسياسية أيضاً،مثلما صدَر عن مفتي مصر الأسبق علي جمعة في سخرياته من أحد أطراف الخلاف الخليجي القائم اليوم.
الإمارات ( وهي بهذا الاسم ائتلاف سياسي حديث التكوين ولم يكن ثمّة إقليم يحمل اسم الإمارات من قبل) ودولة قطر كانتا جزءاً من عُمان ـو يمكن القول إنهما الإقليم الشماليّ لعُمان في الحقبة الأموية، وكانت قطر بلداً محسوباً على عمان وربما قيل إنها من البحرين إذ إن قطر بين عُمان والبحرين (الإقليم الشرقي للسعودية اليوم) ؛ فلو كان الشيخ صادقاً لقال إن المهلب بن أبي صفرة الأزدي عُماني وكذا قطري، فهو خلاف بين عُمانيين في المفهوم الإقليمي السكاني لا السياسي !
ثم إن الناس اختلفوا قديماً في موضع ولادة قطر وسبب تسميته أو تلقيبه باسم قطري فمن المعروف أنه ولد بالأعدان فقال بعضهم إنها قرية قريبة من الخوير في شمال شبه جزيرة قطر الحالية، وقال آخرون هي موضع يتاخم ساحل الكويت باتجاه حفر الباطن السعودية حيث هي مضارب بني مازن التميميين، ولم تكن قطر في ذاك الحين منزلاً للمازنيين .  
ولو ضبطنا اسم قطري بكسر القاف وسكون الطاء كما يقول بعضهم فسيكون من أهل العراق كما قال بعضهم.
ثم إن علي جمعة يصدمك بضعف حصيلته اللغوية التي تظهر في عدم الضبط والتحرير المعروف عن العلماء فقطَري بفتح الطاء وليس بسكونها كما لفظها علي جمعة، وغريمه هو المهلب بن أبي صفرة الأزديّ وليس المهلب بن صُفرة !
ثم أخطأ علي جمعة خطأ تاريخياً خائباً يدل على تعمّده للفنة وتقصّده لها بتركيب وقائع لا تستند إلى أرضية فالذي قتل قطرياً ليس المهلب رغم كثرة الوقائع بينهما بل سفيان بن الأبرد الكلبي قائد جيش أموي بعث به الحجاج، وكان الذي باشر قتل قطري سَوْرَة بن أبجر الدارمي بعد أن تمزّق صف الأزارقة الخوارج واختلفوا على بعضهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق