عندما هبطت الطائرة القطرية التي تحمل
الشيخ يوسف القرضاوي إلى دمشق لأول مرة بعد نحو خمسين عاماً كان قلب الشيخ يخفق
ويشعر بالقلق إذ إن ثمة حكماً قديماً بإعدامه من أحد الأنظمة الشمولية الانقلابية
التي حكمت سوريا آنذاك ...
حظي الشيخ باستقبال كبير في صالة كبار الزوار
ثم حظي بموكب تشريفات سارت به إلى قصر صغير ليفاجأ أن ثمة من ينتظره هناك !
إنه الرئيس السوري بشار الأسد !
بادر الرئيس بالحديث إلى الشيخ قائلاً:
إنك مثال للتنوير في العالم العربي ، وأتمنى أن يكون العلماء على مثل منهجك
المعتدل الواضح ... إنني أشاهد برنامجك " الشريعة والحياة" كل أحد،
وأستمع إليه باهتمام، وإذا فاتني فإنني أشاهده مسجلاً ، مرحباً بك وأهلاً بين أهلك
!
صدرت التوجيهات الرئاسية لكل وسائل
الإعلام والمؤسسات الدينية بالاحتفاء بالشيخ فاستقبلته دار الإفتاء وكلية الشريعة
والمعاهد الدينية ونقلت القنوات الأرضية السورية محاضراته وندواته ... وجرى تقديمه
للناس أنه الإمام العلامة المناصر للمقاومة ... !
بعد اندلاع الأزمة السورية تحول الشيخ
إلى شيطان إرهابي وكالوا له من الاتهامات ما أذهل من استقبلوه أولاً ...
إنها السياسة التي لا أخلاق لها ولا
دين ... يصبح المرء ملاكاً ويمسي شيطاناً ، ويصبح إماماً ويمسي إرهابياً ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق