يكره هؤلاء القائمون على أمر الحكم
والسياسة القدسَ إلى حد الخيانة – وهم معروفون بالإشارة الشعبية - وذلك أنهم
يصطنعون حبّها أمام شعوبهم وادّعاء نصرتها في دكاكين إعلامهم بينما هم ملتزمون
بتبرير العجز عن فعل شيء لها إلا على سبيل الدعاية أو الادعاء أو العلاقة بشأن
داخلي لاسيما أن سقوفهم السياسية موصولة بشبكة مصالح مع العدو باتصال مباشر أو غير
مباشر وليس ذلك بالضرورة التزاماً بأوامر أمريكا بل هي ممارسة تلقائية ورد فعل
مباشر يبحث عما يرضي أمريكا فيفعله أو يغضبها فتتجنبه إذ هي الوليّ الاستراتيجي
والنصير القريب من دعائهم.
تصنّع الحب وإظهار الاهتمام الشكليّ
وإن كان نادراً عزيزاً من هؤلاء أيضاً فإنه ليس من المكارم الدنيا التي يظن بعضنا
أنه ينبغي تشجيعها فيهم بل إن الأَولى الآن هو في فضحهم وكشف أدوارهم الخبيثة
والمتوارِية، ولن يعود هذا الإجراء على القدس بالمضرّة والمَسَاءة المظنونة، لأن
الوضع بلغ من السوء مبلغاً لا يحتمل المجاملة لاسيما مع إصرارهم اليوم على ضرب
المقاومة المحاصَرة في فلسطين واتهامها بلا مناسبة وحشرها فيما ليس لها فيه ناقة
أو جمل، بل إن بعض الدول صار جزءاً من سياسة المحتل في الاستيلاء على بيوت
المقدسيين وتسليمها للصهاينة وفق صفقات لئيمة.
وشبيه هذا ما يحكيه ربنا تعالى عن
عبادة كفار قريش واهتمامهم بالكعبة والتعبّد فيها على طريقتهم المُفاخِرة بلا
إيمان ولا اعتقاد بالصفير والتصفيق: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ
إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} وهذه الآية معطوفة على جملة {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} إنهم يصلون لكنها صلاة لعب وعلى قاعدة الصدّ عن عبادة
الله .
والتشبيه الأليق بهؤلاء هو أنهم يلعبون
بأمر القدس ويتخذون من القدس لعباً ولهواً ، واللعب هنا لفظٌ حسّاسٌ ذو مسيسٍ قويّ
مأخوذ من اللُعاب وهو السائل اللزج في الفم، يسهل بصقه والتخلص منه كما يفعلون في
شأن القدس، فاللعب فعلٌ تائه مشتت غير جادّ ليس له مقصد صحيح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق