السبت، 18 يونيو 2016

حريتي !

أردتُ دوماً أن أكون كاتباً حرّاً ، لم يكن معنى الحرية التي أفهمها أن أكون شاذ الرأي عالي الصوت صاخباً ، فهذه حرية الزعيق فحسب ، تؤلّب الناس وتشغل أحاديثهم فتدفعهم للبحث عن مواقف من شذوذ الكلام هذا بين مؤيد ومعارض ... تغيب القضية ويبقى الرأي فيما يقوله .
فهمتُ الحرية في الكتابة بمعنى التجديد ، وبث الروح فيما أكتب بأن أكتب بجَمالٍ ، وأشعرَ بعقل ، وأضع نفسي في مكان من أتحدث عنه أو ما أتحدث عنه لو كان جامداً أو ميتاً أو صامتاً ... وأن أكتب للناس لا للكتابة ... أي أن أكون في كتابتي مفيداً جميلاً بكل وجه ممكن ..
فهمت الحرية بألا أكون صوتاً لأحد ، وأن يجد الكثيرون ممن أكتب لهم أو عنهم أن صوتهم معي لأنني معهم ، أتكلم بلسانهم ، وأعبِّر عن مخاوفهم وآمالهم لا  كصحفي يرتزق من وراء الكتابة عن الناس ، أو أديب يسعى لتسجيل لحظة إبداع تعبيرية تخلَّدُ له ، بل كإنسان يستطيع أن يشخِّص حالة النفس من زواياها الصغيرة الخافية ويكبِّر صورتها لتكون مرئية مفهومة ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق