الأربعاء، 29 يونيو 2016

إيقاع رمضان : إنه يوم قتال فأفطروا !

تجد لرمضان شعبية عارمة لدى العامة والخاصة على السواء ، ولديه ثقافة شعبية وطقوس وأجواء يختص بها دون غيره من الشهور مما يعني أنه من العبادات المتمكِّنة في المجتمعات، ومع ذلك فإنك تجد حرباً منظمة عليه من مجموعات تعادي التديّن عموماً ، ومن ذرائعهم القوية في ذلك ما يصفون به هذا الشهر بأنه شهر الخمول وقلة الإنتاج وكثرة الاستهلاك
الصوم مشقة بلا شك ، وهي مشقة محكومة بسياسة عدم الضرر ، فإن أدى الصيام إلى ضرر جزئي أو كلي على المرء أو من يليه فينبغي التوقف عنه ، ولذلك تجد الأعذار المبيحة للفطر واسعة : فالمسافر يفطر ، والحامل والمرضع والمريض ، والمرأة التي تفقد من دمها ... بل إن النص الشرعي كان واضحاً أن الصيام في السفر ليس من البر ...
وقد تحددت الفتوى أيضاً في الأعمال الشاقة بأنها مبيحة للفطر ، وحتى في الجهاد فإن المجاهدين يفطرون وقد ثبت أن كثيراً من الصحابة أفطروا في غزوة بدر التي كانت في رمضان ، وقد ورد الأمر النبوي للصحابة في فتح مكة الذي كان في رمضان "إنه يوم قتال فأفطروا" ؛ وكذا رأى بعض الفقهاء في النشاطات الرياضية في رمضان إذا كانت وظيفةً يقوم بها الشخص لأغراض مباحة ...
ما نريد قوله إن رمضان هو شهر استثنائي فيه جماليات استثنائية تتأسس على ترغيب الناس في أمر فيه مشقة وليس فيه ضرر ، وأقصى ما في الأمر أن الصائم يعيد ضبط حركته لتكون بإيقاع أقل ولاسيما في غير الضروريات والحاجيات للحفاظ على قوته وتماسك قدرته على تلك الرياضة العباديّة الشاقة ، ولا يعني الصيام أبداً أن يتوقف عطاء الصائم أو يضعف ؛ ومَن جعل الصيام كذلك فهو متكلِّف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق