جاءته أم المؤمنين صفية بنت حُيَيّ في محل
اعتكافه في مسجده في العشر الأواخر من رمضان، كان الزمانُ ليلاً، وهو زمان عبادة
عظيم يحب رسول الله أن يتلبّس به، ويتفرّغ له حين تسكن الأبدان إلى بيوتها ...
جلستْ إليه في أمر لا نعلمه، تحدّثت عنده
ساعةً، ثم قامت لتعود إلى منزلها البعيد...
كان رسولُ الله مشغولاً بأمر فقال لها : لا تعجلي
حتى أنصرف معك !
فما كان رسولُ الله ليتركها رغم كل هذا
الفيض الإيماني الذي يعيشه مع ربه في معتكَفه ... خرج من مسجده يؤانسها حتى أوصلها
إلى بيتها، ودّعها، ثم عاد !
كأني برسول الله بخروجه هذا كان في سفر،
أراد به برّ أهله بإشارة ظاهرة، وتعظيم حرمة زوجه بسلوك قائم ، فالمعتكِف لا يشيّع
زائراً خارج مسجده إلا لواردٍ عظيمٍ عليه.
(حديث زيارة صفية في صحيح البخاري )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق