الجمعة، 7 أبريل 2017

قيمة النشيد الوطني الفلسطيني وموسيقاه !

يشعر المرء بالفخر عندما يقف أمام علم بلاده ويستمع بحماسة لنشيدها الوطني وإيقاعاته المحفِّزة لكنني عندما أستمع للتعديل الموسيقي الذي أحدثه فريق أوسلو على إيقاع النشيد الوطني الفلسطيني فأنا لا أحتمل الرتابة القاتلة فيه وأشعر بوجعٍ يرميني ويدحرجني على حَصْحاص مدبّب كأنني قطة مقطوعة الأرجل تزحف على بطنها وبقايا أقدامها المتصلة بالبطن الزاحفة عندما أسمعها ...
ومع أن إيقاعات النشيد السابقة ليست محمّسة أو قوية أيضاً فإنها كانت أفضل بمراحل من هذا الإيقاع الأخير ، فقد كان النشيد القديم لـ"فدائي" الذي هو في الأصل نشيد حركة فتح الذي جرى تحويله لنشيد فلسطين ، وهو من كلمات شاعر ثوري فتحاوي معروف هو سعيد المزين وإن كنتُ أرى أنه شاعر تعبوي ولم يصل مرحلة الإبداع في شعره أو التميز فيه ، فلا أكاد أجد له أشعاراً رائقة خالدة ، وهذا النشيد بالذات من أضعف أغانيه، ولا أظنّه سيقبل أن تكون هذه الكلمات المصفوفة كحجارة الطريق المعاد استخدامها لرصف طريق تحت الصيانة... لا أظنه سيقبل بها كلمات نشيد ثورة أو دولة ! ؛ وقد لحّن هذا النشيد الموسيقار المصري علي إسماعيل، وقام بإعادة التوزيع الموسيقي الموسيقار اليوناني ميكيس تيوذوراكيس ، وكان ذلك التأليف للكلمات وتلحينها قد جرى عام 1965م إبّان انطلاقة حركة فتح ثم اعتمدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نشيداً وطنياً عام 1972م بعد استكمال سيطرة حركة فتح على منظمة التحرير والقضاء على نفوذ أحمد الشقيري فيها بدعم من مصر؛ والعجيب أن هذه الكلمات العادية لهذا النشيد جاءت على أنقاض كلمات النشيد الفلسطيني الوطني الذائع الصيت "موطني" لشاعر فلسطين الكبير إبراهيم طوقان ، الذي عرفت قيمته دولة العراق بجعله نشيدها الوطني .

وقد كنتُ أراقب بخوفٍ التسريبات بخصوص اللجنة التي كلفتها منظمة التحرير الفلسطينية لإعادة توزيع موسيقى النشيد الوطني وأنظر بارتياب إلى أسباب ذلك بما يتسرب إلينا من معلومات حول لقائها مع الموسيقار الفلسطيني المبدع حسين نازك حتى كشفوا لنا عنه في 2005 فكان صادماً لنا، وقد أصررنا مع كثيرين من الكتاب والأدباء والفنانين الفلسطينيين في سوريا ولبنان حينها على رفض هذا التعديل الذي يجري من ورائنا وظللنا نستخدم التوزيع القديم اعتراضاً على التدخلات غير المفهومة من سلطة أوسلو والقيادة المتنفذة في منظمة التحرير التي تفوقت في برامج تصفية القضية الفلسطينية والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، وكنا جازمين في الاعتقاد أن هذا القرار إنما جاءت استجابة لمطلب إسرائيلي يريد إنهاء روح الحماسة في كلمات النشيد الفلسطيني لاسيما أنه كان من شروط التفاوض عدم استخدام النشيد الفلسطيني نهائياً للجلوس في مفاوضات قبل أوسلو .

هناك تعليق واحد:

  1. آه! حتى هذه نغصوها علينا :( حسبنا الله و نعم الوكيل

    ردحذف