من القضايا الخطيرة التي تؤدي إلى قرارات خاطئة وربما تقود إلى كارثة
أن تجعل من مسألةٍ شخصيةٍ قضيةً تتربّع الأولويات التنفيذية في الإجراءات أو القرارات
، وهذا ما يسمونه كرامة الزعيم أو المسؤول !
يبتدئ التنظير للفكرة بأنّ المسؤول ليس واجهة الجماعة أو المجتمع فحسب
بل هو عنوانها وجوهرها وأن المسّ به هو مساس بالجماعة وبالمجتمع الذي يمثله، وهذا
يترتّب عليه استنفار طاقة الجماعة والمجتمع للدفاع عنه ومحاربة من يمسّه، وتحمّل
تكاليف الحملة.
إن المسؤول أو الزعيم ليس رمزاً يختصر القيم والمعاني والمبادئ
كالأنبياء كما أنه لا يمثّل الوطن ولا الوطنية، وإنما هو شخص مكلف بالإدارة
والقيادة، والاعتداء عليه يُتعامل معه بإجراءات محددة زمانياً ومكانياً وموضعياً
وليس سياسات ثابتة أو طويلة الأمد، شرطَ أن يكون المعتدِي يمثِّل جهة معادية لا
شخصاً منافساً أو حاملاً لأحقاد قديمة فهذه يُتعامل معها في مجال المراجعات أو
المحاكمات الداخلية أو الأهلية بوصفها اعتداءً شخصياً لا سياسياً.
إن هذا ليس تفريطاً بالتزام الدفاع عن الكتلة المجتمعية وممثليها بل
هو دعوة للتعقّل في مجاراة الاندفاعات العاطفية التي لا تعود بفائدة أو مصلحة على
المجموع ، فكلّ شيء يقدر بقدره ويُعطَى وزنه الحقيقي؛ ولا يمكن لأحد أن ينتقص
كرامة مسؤول إذا كان شعبه أو مجتمعه ذا كرامة محفوظة، ولو فعل أحدهم ذلك فإن هذه
معركة خاسرة منه لا تساوي قيمة الرد عليها .
إن فهم هذا الأمر سيريحنا من دخول مواجهات كثيرة يفتعلها بعض الأتباع
الحمقى والموتورين والمتعصِّبين ... ليجرّونا إلى معارك هامشية ثانوية ربما يخدم
بعضها أجندات معادية مُغرضة سواء كانت داخلية أو خارجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق