جولة في المخيمات في لبنان تكشف لك صورها الكثيرة المعلقة في شقوقها
وزواياها المتهدمة القديمة أن ثمة أمراً يجعل هذه التماثيل تقف هناك دائماً، أمراً
لا يتعلق بالحبّ ولا بالثقة بل يتعلق بالبقاء والعيش في هذه الظروف الصعبة وربما
السلطة والنفوذ ومخالفة القانون !
قد تكون رائعاً ومثالياً ولكنك لست ذا نفوذ أو سلطة أو مال ... عندها
ستكون في غرفة ضيقة بلا نوافذ مفتوحة إلا على السماء ...
ويبتدئ بازار المنافسة بأن يتشارك معك غيرك في النفوذ أو السلطة أو
المال عندها يشتد الاستقطاب ، ومع الاستقطاب تتركز المصالح ، وكلما توسع أحدٌ أكثر
يكون توسُّعُه على حساب المنافِس القادم ... وتبدأ حرب النفوذ داخلياً على قاعدة
صراع الهوية والرؤية والتاريخ حتى يستطيع أحدهم بسط نفوذه كلياً أو جزئياً ...
هل يمكن أن تتحول المخيمات إلى إدارات بلدية وطنية أو إدارات مجامع
بشرية إنتاجية تشكّل نموذج ما بعد التحرير والعودة ؟
أو أن نفكر بعقلية تحويلها إلى مربعات إنتاج يتأسس على مشروعات تنموية
تحولها إلى مراكز مرغوبة مستفيدين من أناء المخيمات المغتربين الذين وصلوا إلى
مراكز متقدمة في بلدانهم الجديدة، ومستفيدين من الحرفيين الكثيرين في المخيمات من
الجنسين !
هل يمكننا أن نفكر بهذه الطريقة ونقنع الفصائل وووجهاء المخيمات وأصحاب
الرأي بذلك !
كل هذا
لا يعني بحال أن تغفل عن القيم الوطنية ومساراتها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق