حيث تجتمع اللغة والتاريخ والسياسة والأدب والفن والآثار والرحلة والديانة
الأربعاء، 31 مايو 2017
الثلاثاء، 30 مايو 2017
معنى تصفيد الشياطين في رمضان ... مداخل للفهم !
يقول رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار
وصفّدت الشياطين» أخرجه البخاري ومسلم
يأتي هنا سؤال
حول معنى تصفيد الشياطين في رمضان مع ملاحظتنا لوجود الشر فيه يقل حيناً أو يكثر حيناً
في أقوام من الناس مختلفين، وقد قرأتُ كلام العلماء فيه ومعظمها يستند إلى كلام
القاضي عياض أو كلام القرطبي وقلّ أن تجد لغيرهما كلاماً يخرج عنهما، وكلامهما عامّ
لا يفسّر القضية، وبالتأمل في الحديث يمكننا أن نصل لهذه النتائج، وهي من بركات
التدبر في هذا الشهر المبارك :
-
تصفيد
الشياطين لا يعني امتناع تصرف الشياطين ونشاطها، وإنما يعني قهرها وتقليل قدرتها
على التأثير المباشر من خلال كسر الشهوات الكبرى في رمضان بالامتناع عن المفطرات
كافة، فالمصفّد المقيّد بالسلاسل يمكنه الحركة المحدودة والكلام وإبداء الرأي،
وهذا قد يكون أخطر من المباشرة بالفعل.
-
موارد الشر
لدى الإنسان متعددة ومنها هذه الشياطين، ولكن الموارد الأخرى ما تزال نشطة كالنفوس
الخبيثة المطبوعة على الشر، وشياطين الإنس، والعادات المستحكِمة.
-
يلاحظ أن
الحديث افتتح بـ"إذا" الشرطية وهذا يعني أن فتح أبواب الجنة أو الرحمة
وتغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين هو قرار بحدوث ذلك عند دخول رمضان فحسب
تقديراً وتعظيماً لمكانة هذا الشهر وترغيباً للمؤمنين في الاستعانة بالله وكسر
وسوسة الشياطين وسلطتهم النفسية، وهذا يعني أن هذا الإجراء لا يستمر في أيام رمضان
كافة .
-
أن هذا الخطاب
خاص بالصائمين المؤمنين وليس عاماً فهذا البركات مخصوصة بهم من فتح أبواب الجنة
وغلق أبواب النار وتصفيد الشياطين عن مواصلة التأثير فيهم بقوة.
-
ورد في الحديث
أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، بمعنى أنه يكاد يكون جزءاً منه، يصل إلى
قلبه ودماغه وجوارحه كافة بانفتاح وسرعة، وعندما يصوم المرء فإن هذا النشاط الدموي
الذي يواكب الجهد والتعب البشري يتراجع بسبب قلة الوارد الغذائي والمائي مما يؤدي
إلى ضعف حركة الأشياء المحمولة عبر الدم ، وهذا تعبير مجازي عن ضعف الحضور
الشيطاني عبر المنافذ العادية .
- وسوسة الشيطان تزيين وإغواء وليست سيطرة على المرء،
فالإنسان يملك الخيار دائماً، فإذا تركّبتْ نفسه على الشر ومال طبعُه إلى الفساد
فهذا ميل نفسي لا علاقة للشيطان فيه إلا في باب زيادة التحبيب فيه، وهو ما يمتنع
في رمضان عن هذه الشياطين .
د. أسامة جمعة
الأشقر
الأحد، 28 مايو 2017
الأربعاء، 17 مايو 2017
أنتِ الفراشة فاطمةْ
عن قتل الصهاينة الشهيدة فاطمة عفيف حجيجي 16 عاماً من قراوة بني زيد على باب العمود ...
...
أنتِ الفراشة
فاطمةْ !
أنتِ الشهيدة
نائمةْ !
يا رحيقَ
الدمّ ... عِيشي سالمةْ !
لا وسادة تحمل
رأسك المغطّى بالعفاف !
ولا فراش يحمل
جسدك الممدود على باب العمود !
ولا أرحام
تصِلكِ وأنتِ بين عيون وقحة تحرق جسدك بعشرين رصاصة قاتلة !
أراك يا ابنتي
وأنتِ تضعين أذنيك تصغين إلى أرواح الأنبياء والشهداء من مسامات الأرض
المبارَكة بهم ... !
ما الذي جعلك
قريبة من ذاك القدسِ سوى رحيق الدم الذي تسربل ثوبُكِ الأبيض به !7/5/2017
تقدير موقف في التعامل مع دعوة الرئيس التركي لزيارة القدس
تتأسس الفتوى
السياسية على منع التطبيع على تقدير المصلحة من إجراء تعاملات مع العدو الصهيوني ،
لأن الأصل في التطبيع في حالته الطبيعية أن يكون خرقاً لحالة العداء تجاه العدو
وذلك لأن التطبيع يعني الانتقال في العلاقات بين الطرفين (المتنازعين) من مرحلة
العداء إلى مرحلة طبيعية
وتنتفي فيها حالة التناقض أو الحرب وتقوم على أساس المصالح المتبادلة وحسن الجوار
والتعاون في الميادين والمجالات كافة.
وجوهر التطبيع
هو إحداث تغيير على الجانب العربي والإسلامي.. على أن يبدأ هذا التغيير
بالتسليم بوجود "إسرائيل" كدولة عادية في المنطقة..
ويمتد إلى تقييد قدرات العالم العربي والإسلامي العسكرية وتغيير معتقداته السياسية..
وإعادة صياغة شبكة علاقاته.. إضافة إلى تحقيق مطالب أمنية وإقليمية... وصولاً إلى
تغيير المواقف النفسية تجاه هذا الكيان.. بصورة جذرية.
فالأصل إذاً
أن التطبيع جريمة، و مكافحة التطبيع أمر واجب على الجماعات والأفراد والمؤسسات
تجاه أي فرد أو جماعة أو مؤسسة تنتمي للكيان الصهيوني أو تتعامل معه بانفتاح.
إن الدعوة
التي أطلقها الرئيس التركي أردوغان هي دعوة تتناسب مع فهم الأتراك للتطبيع أنه
سيكون في صالح الفلسطينيين ولن يعود بالنفع على الصهاينة ، واتخذ الأتراك جملة
إجراءات محسوبة لمنع الصهاينة من الاستفادة الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية من
الزيارات التركية من قبيل دخول فلسطين من الأردن والتعاون مع شركات سياحة وإرشاد
فلسطينية والنزول في فنادق أو بيوت فلسطينية مؤجرة وشراء منتجات فلسطينية ... ، أي
أن القرار التركي يتأسس – في فهمهم - على موقف عدائي من سلوك الاحتلال الصهيوني،
ولكنه بالاستناد إلى تاريخ العلاقة الدبلوماسية بين تراث تركيا الأتاتوركية
العلمانية والكيان الصهيوني؛ ويعدّون هذا من التكتيك السياسي والمناورة المقبولة.
إن أي جهة
تحاول البناء على الموقف التركي لفتح باب التطبيع يجب أن تستصحب معها ألا تخدم
الكيان الصهيوني سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو شعبياً، فلا يجوز لدول لا
تقيم علاقة دبلوماسية مع الكيان أن تفتح باب الزيارة بحجة دعم الفلسطينيين وزيارة
القدس لتبرير إقامة علاقة دبلوماسية، ولا يجوز لجهات تقيم دولتها علاقة دبلوماسية
مع الكيان أن تخترق حالة الحصانة الشعبية والرفض الشعبي لزيارة فلسطين عبر سفارة
العدو في بلدها لتروّج لزيارة العدو ... وبالمحصّلة فإن أي قرار يشابه القرار
التركي الذي هو حالة تركية خاصّة بهم – ولا يقاس عليها - ولديهم مبرراتهم المقبولة
وغير المقبولة أيضاً مما يندرج في سياق علاقاتهم الدولية ... أي قرار يشابه القرار
التركي يجب أن يستند إلى أمور :
التطبيع في
الأساس جريمة سياسية .
الاضطرار
للمساس برفض التطبيع يجب أن يكون محدوداً وضمن تقدير دقيق للمصلحة يختلف باختلاف
الدول.
تقدير المصلحة
يجب أن يستند إلى تأكيد حالة العداء تجاه العدو، ومحاولة اختراق الحصار الصهيوني
وتفكيكه بصوة دائمة ومتصلة، وتقديم خدمة حقيقية يحتاجها الفلسطينيون، ويوافقون
عليها؛ وأعني بالفلسطينيين القوى المقاوِمة تحديداً .
عدم الاستجابة
للسلطة الفلسطينية في دعوتها للتطبيع لأن دعوتها تتأسس على تحسين ظروف المفاوضات
من خلال تقديم نفسها كجهة مفيدة للمحتل ويمكن الاعتماد عليها كمحطة ترويج وقنطرة
عبور . 9/5/2017
من مخيم إلى مركز إنتاج !
جولة في المخيمات في لبنان تكشف لك صورها الكثيرة المعلقة في شقوقها
وزواياها المتهدمة القديمة أن ثمة أمراً يجعل هذه التماثيل تقف هناك دائماً، أمراً
لا يتعلق بالحبّ ولا بالثقة بل يتعلق بالبقاء والعيش في هذه الظروف الصعبة وربما
السلطة والنفوذ ومخالفة القانون !
قد تكون رائعاً ومثالياً ولكنك لست ذا نفوذ أو سلطة أو مال ... عندها
ستكون في غرفة ضيقة بلا نوافذ مفتوحة إلا على السماء ...
ويبتدئ بازار المنافسة بأن يتشارك معك غيرك في النفوذ أو السلطة أو
المال عندها يشتد الاستقطاب ، ومع الاستقطاب تتركز المصالح ، وكلما توسع أحدٌ أكثر
يكون توسُّعُه على حساب المنافِس القادم ... وتبدأ حرب النفوذ داخلياً على قاعدة
صراع الهوية والرؤية والتاريخ حتى يستطيع أحدهم بسط نفوذه كلياً أو جزئياً ...
هل يمكن أن تتحول المخيمات إلى إدارات بلدية وطنية أو إدارات مجامع
بشرية إنتاجية تشكّل نموذج ما بعد التحرير والعودة ؟
أو أن نفكر بعقلية تحويلها إلى مربعات إنتاج يتأسس على مشروعات تنموية
تحولها إلى مراكز مرغوبة مستفيدين من أناء المخيمات المغتربين الذين وصلوا إلى
مراكز متقدمة في بلدانهم الجديدة، ومستفيدين من الحرفيين الكثيرين في المخيمات من
الجنسين !
هل يمكننا أن نفكر بهذه الطريقة ونقنع الفصائل وووجهاء المخيمات وأصحاب
الرأي بذلك !
كل هذا
لا يعني بحال أن تغفل عن القيم الوطنية ومساراتها ... السبت، 13 مايو 2017
تشوّهات يوسف زيدان في استحقار تاريخ صلاح الدين !
لم يكن هجوم يوسف زيدان على صلاح الدين جديداً لكن الجرأة في استخدام
ألفاظ غير أكاديمية بل ألفاظ تنتمي إلى لغة المقاهي الوضيعة هي التي جعلت هذه
التصريحات تحظى بكل هذا الاستنكاروالرفض ، فلو أن الدكتور عبّر عن رأيه في سياسات
صلاح الدين بلغة موضوعية وسرَدَ أدلته لكان للناس شأنٌ آخر في التعامل مع ادعاءاته
التي كنتُ أتمنى أن يضع فيها دراسته الفلسفية أو خبرته التراثية أو حكمته في
التصوف العقلاني الذي يوهم به بعض متابعيه، وبتّ أشكّ حقاً في حقيقة ما يتردد عن
كونه أكاديمياً أو غير ذلك، ويحتاج الأمر إلى مراجعة شهادته العليا والجهة التي
منحتها له . وعلى كل حال فإن شذوذ الغرور لديه والتورمات الذهنية وهو فيما يقع فيه
المثقفون المتوسّعون في الفلسفة وعلم الكلام أكثر من غيرهم إضافة إلى ضعف خبرته
التاريخية ثم عدمية خبرته في العمل السياسي للنظم والأنظمة قد جعله ضحية آراء
تنتمي إلى مدرسة تتقارب مع المدرسة الإسرائيلية التي تطعن في التراث العربي
والإسلامي باسم الأكاديمية، ونجد أن كثيراً ممن تقاربوا مع هذه المدرسة من
الشرقيين يبحثون عن إسناد إعلامي غربي يجعلهم في صدارة الأحداث فهذا مما يتلذذون
به جداً .
لستُ ممن يقدِّسون الأشخاص والهيئات، وأنا متشدد في هذا الباب، بل
يعلم الكثيرون من المقرّبين مني أنني أطالع سيرة صلاح الدين من زاوية سياسية
اجتماعية وإدارية وأرفض تقديمه في سياق الأحلام وتحويله إلى أيقونة أو شخصية قدّيسة،
وأدعو إلى التعامل مع سيرته بواقعية شديدة تستدعي السلبيات والإيجابيات لأنها
ستعيننا في استلهام تجربته لاسيما أن الظرف الإقليمي والدولي الذي كان قبيل تحرير
القدس شبيه إلى حد كبير بظرفنا السياسي الراهن بل كان أشد مما نحن فيه الآن ،
وكنتُ أقول لهم إن نجاح صلاح الدين كان مرتبطاً إلى حد كبير برؤية سياسية تعتمد
مركزية القدس في العمل السياسي باستخدام القوة العسكرية، وأن تحريرالقدس كان
المشروع السياسي الذي اعتمده صلاح الدين لبسط نفوذه السياسي وتحقيق الوحدة
العسكرية بين الأقاليم الشامية والمصرية والعراقية والحجازية واليمنية نظراً لأن
القدس كانت مركزية في العدوان الصليبي على الأمة الإسلامية لذا فإن اتخاذ القدس
نقطة ارتكاز في جذب العواطف الإسلامية المسكونة بالإحباط كان خطة ذكية من صلاح
الدين وقبله نور الدين .
وبخصوص ادعاءات يوسف زيدان فإن صلاح الدين لم يقم بإبادة العائلة
الفاطمية أو قطع نسلها فإن هذه العائلة كان مُلْكها يتواصل بالوراثة بين الآباء
والأبناء ولم يكن شأناً عائلياً عاماً، وكان آخر خلفاء الفاطميين العاضد مريضاً
شبه هالك وكانت دولته شبه منهارة بسبب النزاع الداخلي المرير بين مراكز السلطة في
الإدارة والقضاء والدعوة والعسكر وتواصل الحملات الصليبية التي تستهدف مصر والشام ...
بل إن صلاح الدين وقف إلى جانب العاضد وعمل وزيراً عنده كما كان عمه أسد الدين من
قبل، ولم يقتل صلاحُ الدين العاضدَ ولم يقتل ذريته بل أخذ الوصاية عليهم بعد أن
وثق به الخليفة الفاطمي وأذن له العاضد في القضاء على مراكز القوى المتنافرة، وكان
صلاح الدين – السياسي- يرى تسلط نظام المذهبية الإسماعيلية الباطنية على السلطة
وأن هذه المذهبية المقيتة هي سبب في عدم إمكانية توحيد الجغرافيات الإسلامية في
مواجهة العدو الصليبي المشترك، بل إن الخصومة الفاطمية السلجوقية كانت سبباً في
سرعة اجتياح الصليبيين لبلاد الشام ؛ وأن الخلافة الإسماعيلية في مصر كانت تضعف
رمزية المسلمين السياسية المتمثلة بخلافة واحدة يأتمرون بأمرها ويسيرون على
برنامجها، وكان يجب توحيد السيادة ولو رمزياً لتحقيق الاستقرار السياسي وإيقاف
حالة الاستقطاب السياسي والمذهبي في الظرف البالغ السوء، ويُحسب لصلاح الدين أنه
استطاع إنهاء الحكم الفاطمي بسلاسة سياسية رغم اعتراض الخليفة العباسي في بغداد
وقيادته السياسية في دمشق وتحديداً نور الدين زنكي على طريقته المهادِنة في
التعاطي مع الحكم الفاطمي.
بعد إحكام نفوذ صلاح الدين على السلطة في مصر كان لابد له من إنهاء
مظاهر التمزيق السياسي المتمثل في الدعاية الباطنية ومراكز قوتها المعنوية
والمادية وفتح المجال لشريعة الأمة السائدة في تمكين نفسها بعد حرمان قاسٍ لنحو
قرنين من الزمان في تدريس العلوم الشرعية في مصر التي لم يستطع الفاطميون تحويلها
إلى مذهبهم طوال هذه المدة؛ وإرجاع مصر إلى حظيرة الخلافة العباسية المعبرة عن
وحدة الأمة، وفي هذه المسألة حديث طويل تكفي الإشارة إلى عناوينه هنا .
وفي مسألة تدمير دار الحكمة التي أنشأها الحاكم بأمر الله فهي واحدة
من الافتراءات التي ساقها زيدان دون تحقيق أو بيان مفصل فهذه المكتبة كانت عرضة
للنهب والسرقة من قيادات نافذة في السلطة الفاطمية مرات عديدة لأسباب ثقافية
ومذهبية وسياسية ومالية أيضاً، وقد فقدت الكثير من محتوياتها قبيل وصول صلاح الدين
للسلطة في مصر، وأكبر نكباتها كانت أثناء الفتنة التي اجتاحت مصر عام 460هـ / 1068
م الذي كان من أعوام القحط والمجاعة وانتشار للأوبئة الطاعونية على خلفية الخلاف
على أرزاق العسكر بين الجنود السودانيين والصعايدة والجنود الأتراك، فأغار الضباط
الأتراك على الدار وأتلفوا كتبها، واتخذ جنودهم المملوكون من جلود الكتب نعالا لهم،
وأحرقوا المجلدات، واختفت مجموعات كبيرة.
ولا يفوتنا أن نشير إلى أن هذه المكتبة هي بمثابة الجامعة الفكرية
الحاوية لمنظومة الدعوة الإسماعيلية وتعاليمها وفلسفاتها وأقاصيصها الأسطورية ومدوّناتها
الشعبية، ولذلك فإنها مركز تعبئة مضادة للحكم الجديد الذي يمثله صلاح الدين الذي
كان منتمياً في ثقافته السياسية إلى ثقافة عسكرية أمنية بالأساس كانت ترى في
محتويات المكتبة خطراً عظيماً على ثقافة الأمة ومرجعياتها الفكرية والسياسية لاسيما
أن رموزها تحالفت مع القوات الصليبية الغازية فكان لابد من اتخاذ إجراء بتخصصات
محددة في هذه المكتبة التي ظلت تعمل بعد تطهيرها من الكتب والإصدارات الممثلة
للحقبة الفكرية الطائفية السياسية السابقة، وأمر صلاح الدين بتوزيع الكثير من
كتبها على مكتبات كبار العلماء وكتاب الدواوين في سلطنته، كما بيعت آلاف الكتب
بواسطة دلالين وسماسرة؛ وهذا الأمر شبيه بما يعتقده زيدان نفسه الذي يؤيد تصرفات
السلطة السياسية الحاكمة في مصر بقيادة السيسي في تعاطيه مع المدرسة الفكرية
الإخوانية، مما يجعلنا مرتابين من تصريحات زيدان الذي يتحدث بازدواجية غير مفهومة
، لاسيما أن مواقفه السياسية الحادة من الفكر الآخر لا تقترب من تمكين حرية الفكر
والرأي الذي يزعم أنه من أنصارها.
ولا يخفى أن لهذه المكتبة دوراً سياسياً مركزياً في الحكم الفاطمي
لأنها قلب فكرهم وثقافتهم لذلك بناها الحاكم بأمر الله الفاطمي بجوار قصره الغربي،
وجعل له مكاناً خاصاً فيها ورتّب لها ميزانيات هائلة، وكان لقاعة المناظرات
الأهمية الأكبر في هذه الدار ولذلك كان الخليفة الفاطمي يحرص على حضورها بنفسه،
وكانت المكتبة في مواسم العنف السياسي داخل منظومة الحكم الفاطمية تتعرض للإغلاق
كثيراً نظراً لدورها السياسي المباشر، كما كان لإشراف داعي الدعاة عليها وهو
الموكل بنشر الفكر الديني الإسماعيلي الفاطمي أثر مباشر على وظائفها التي هي الهدف
الحقيقي من إنشائها.
ولا ننسى أن هناك مكتبات أكبر من هذه المكتبة ظلت موجودة قائمة لم تمس
منها مكتبة القاضي الفاضل البيساني كاتب صلاح الدين التي كانت تضم أكثر من مائة
ألف عنوان مما يؤكد أن الهدف من إجراء صلاح الدين لم يكن استهدافا للمعرفة والثقافة
وإنما للمذهبية والتضليل، وهذا سلوك سياسي معروف في ذلك الزمان وما زال معمولاً به
في الدول ذات الأنظمة العسكرية الشمولية.
وأعيد التأكيد هنا على ضرورة إعادة قراءة سيرة صلاح الدين بعقلٍ واعٍ –
غير دفاعيّ أو هجوميّ - وعدم السماح للكتابات المؤدلجة فكرياً من الجانبين المؤيد
والمعارض أن تسيطر على أنماط التفكير الموضوعي الحر الذي يساعدنا في قراءة التجارب
التاريخية ووضع مقاربات منطقية لها .
الجمعة، 5 مايو 2017
حماس من الميثاق إلى الوثيقة ... ما الجديد !
أطلقت حماس وثيقتها السياسية بعد انتظار طويل ربما أخذ سنوات من
النقاش في أروقتها الداخلية لاسيما أن ثمة ميثاقاً يحمل اسمها أصدرته في سنة انطلاقتها
الأولى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كان ذلك الميثاق يمثل رؤية الحركات
الإسلامية تجاه فلسطين ويعبر عنها مع لمسة فلسطينية محلية . ظل هذا الميثاق يعكس فلسفة الحركة ورؤيتها رغم أنه ليس صادراً من
مؤسسة تشريعية فيها وذلك قبل أن تستقر أجهزة حماس التنظيمية وأنظمتها .
ظل هذا الميثاق بسقفه العالي وتوجهاته غير المعتمدة ولغته الحاسمة
وبعض شعاراته غير الدقيقة هو مدخل الآخرين لفهم حماس مما كان يجعلها في تناقض مع
سياساتها التي تعلن عنها في بياناتها وتصريحاتها الرسمية مثل كونها ذراعاً عسكرية
لحركة الإخوان المسلمين في العالم، وأنها تقاتل اليهود ... .
كان الجدل يزداد حول الميثاق بين من يدعو لتعديله أو لإلغائه، ويبدو
أن حماس اتجهت صوب مربع آخر فقررت أن تبحث عن صيغة أخرى تبين هويتها المعتمدة بعد
نضج تجربتها السياسية، وكأنها قررت اعتبار ذلك الميثاق محطة من محطاتها أوصلها إلى
وثيقتها الجديدة
.
وقد اختارت حماس مصطلح الوثيقة لا الميثاق لكون مفهوم الميثاق يتضمن
مفهوم المعاهدة مع الآخرين ويترتب عليه التزامات تجاههم ، أما الوثيقة فإنها معنية
فقط بتيين هوية الجهة التي أصدرتها ونظرتها إلى القضايا التي تليها وبما تلزم به
نفسها بغض النظر عن وجود الآخر أو عدمه .
وتمتاز الوثيقة بإيجازها ودقة صياغتها وضبط موادها وتقسيم جملها
بعلامات ترقيمية تساعد على فهم المراد، ويظهر أنها خضعت لمراجعة شرعية وسياسية
وقانونية ولغوية استثنائية حتى رأيناها بهذا الضبط الذي صدرت عليه .
ولعل المادة الأكثر إثارة في الجانب السياسي هو إشارة الحركة إلى أن
إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 هو صيغة وطنية توافقية مشتركة وتأكيدها أن ذلك لا
يعني اعترافاً بالكيان الصهيوني أو التنازل عن أي من حقوقه .
هذه الصيغة موجهة بالأساس في تقديري إلى حركة فتح ومنظمة التحرير
الفلسطينية التي ألزمت نفسها بشبكة اتفاقيات دولية تأسست على مشروع الدولة بحدود
67، وكأن حماس تستدعي حركة فتح وأخواتها سياسياً إلى مشروع المقاومة مجدداً على
هذه الأرضية التي يريدون الوقوف عليها حسب آخر مواقفهم ؛ وفي الوقت نفسه فقد حصنت
حماس نفسها من تبعات هذه الإشارة بجملة كبيرة من المواد في صدر وثيقتها السياسية
التي تحدثت بوضوح عن حدود فلسطين التي تلغي فيها تماماً أي وجود (إسرائيلي) حدودي،
أي أن (إسرائيل) لا وجود لها في جغرافية السياسة لدى حماس، كما تجدد رفضها لوعد
بلفور وعدّته باطلاً لا قيمة له ولا قيمة لكل ما ترتب عليه من إقامة هذا الكيان؛
كما تؤكد حماس في مواد القدس رفضها لكل إجراءات التهويد فيها ؛ وتعرّف حماس نفسها
بأنها حركة تحررية تهدف لتحرير فلسطين بالتعريف الذي قدّمته من نهر الأردن شرقاً
إلى البحر المتوسط غرباً، ومن رأس الناقورة شمالاً إلى أمّ الرشراش جنوباً،
وبالتالي ظهر أن مشروع حماس هو إزالة (إسرائيل) حكماً ؛ وحددت حماس رؤيتها بأنها
مشروع فلسطيني عربي إسلامي في مواجهة المشروع الصهيوني.
وقد حرصت حماس على إعادة توضيح موقفها من الدولة على حدود 677 في مقدمة المادة نفسها لئلا يحصل التباس في هذا الموقف (التكتيكي) عندما شددت على أنه لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال وتأكيد رفض حماس لأي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها، ثم عاودت حماس التأكيد على ذلك في المادة التالية لهذه المادة بإعلان رفضها لجميع الاتفاقات والمبادرات ومشاريع التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني، وإنَّ أيَّ موقفٍ أو مبادرةٍ أو برنامجٍ سياسيّ يجبُ أن لا يمس هذه الحقوق، ولا يجوزُ أن يخالفها أو يتناقضَ معها .
وقد حرصت حماس على إعادة توضيح موقفها من الدولة على حدود 677 في مقدمة المادة نفسها لئلا يحصل التباس في هذا الموقف (التكتيكي) عندما شددت على أنه لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال وتأكيد رفض حماس لأي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها، ثم عاودت حماس التأكيد على ذلك في المادة التالية لهذه المادة بإعلان رفضها لجميع الاتفاقات والمبادرات ومشاريع التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني، وإنَّ أيَّ موقفٍ أو مبادرةٍ أو برنامجٍ سياسيّ يجبُ أن لا يمس هذه الحقوق، ولا يجوزُ أن يخالفها أو يتناقضَ معها .
وربما هدفت حماس إلى تقديم مشروعها السياسي غير المنسجم في أصوله مع
الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية والتوجهات السياسية الرسمية العربية والمواقف
الدولية بمدخل مرنٍ يتيح لها المناورة السياسية والالتفاف على الضغوط الثقيلة ،
وبناء جسر مع الجهات الدولية لتوضيح مواقف الحركة وأسباب التزامها بهذا المنهج على
قاعدة انفتاحها الفكري ومرجعيتها الوسطية المعتدلة التي تتمايز فيها عن التيارات
المتشددة التي تحمل أجندة عسكرية تتقاطع مع حماس ، لكن حماس تختلف عنها في أن
مقاومتها في الجانب السياسي تتأسس على تشريع قانوني يقضي بقانونية مواجهة المحتل
وحق أي شعب تعرض للاحتلال أي يسعى للتحرر منه؛ ولا شك أن هذا الطرح يتيح للدول
العربية والإسلامية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية أن تُنفِّس الضغوط الدولية
الواقعة عليها إذا ساندت حماس سياسياً .
وفي الجانب الفكري فقد حسمت حماس جدالاً قديماً حول الموقف من
اليهودية وأن موقف حماس هو الموقف من المحتل ، فالاحتلال مرفوض يلزم مقاومته لكونه
محتلاً بالأساس وليس لكونه يهودياً أو مسيحياً أو بوذياً أو مدعياً للإسلام .
وفي الجانب الفكري أيضاً فقد أعادت حماس التأكيد على مرجعيتها الإسلامية المعتدلة الوسطية وأنها ليست جزءاً من التيارات المتشددة التي تناقض مجتمعاتها وتجرها إلى الاحتراب الأهلي ، ووصف حماس نفسها بأنها حركة ديمقراطية تمارس الديمقراطية وتحترمها وتلتزم بنتائجها بخلاف موقف التيارات المتشددة من الديمقراطية، كما أنها تحترم التعدديات الدينية والمذهبية والعرقية لإيمانها بوحدة الأمة كقيمة عليا تتصدر القيم الأخرى في قائمة الأولويات القِيميّة، كما تعزّز تمايزها برفضها التدخل في شؤون الدول وخصوصياتها.
وفي الجانب الفكري أيضاً فقد أعادت حماس التأكيد على مرجعيتها الإسلامية المعتدلة الوسطية وأنها ليست جزءاً من التيارات المتشددة التي تناقض مجتمعاتها وتجرها إلى الاحتراب الأهلي ، ووصف حماس نفسها بأنها حركة ديمقراطية تمارس الديمقراطية وتحترمها وتلتزم بنتائجها بخلاف موقف التيارات المتشددة من الديمقراطية، كما أنها تحترم التعدديات الدينية والمذهبية والعرقية لإيمانها بوحدة الأمة كقيمة عليا تتصدر القيم الأخرى في قائمة الأولويات القِيميّة، كما تعزّز تمايزها برفضها التدخل في شؤون الدول وخصوصياتها.
ومن الملف إظهار موقف حماس من العمل المسلح، وأنه خيار استراتيجي يظل
قائماً ما دام هناك حاجة إليه للوصول إلى تحقيق الأهداف وأنه لا يمكن تنحية هذا
الخيار تحت أي ظرف، وهذا الحديث يختلف عن اللغة الثورية السائدة في الخطاب
الفلسطيني بأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ، إذ يفتح هذا الحديث
مجالات الحل على قاعدة تفعيل القوة وحمايتها وإبقائها عند الاستعداد .
ومن الملفت أيضاً انحياز حماس إلى البقاء تحت سقف النظام السياسي
الفلسطيني المعروف بمنظمة التحرير الفلسطينية ولكن بعد إعادة بنائها على أسس تضمن
الشراكة السياسية، مما يعني تخلي حماس عن البحث عن أطر سياسية تهدف إلى تمثيل
الشعب الفلسطيني بعيداً عن منظمة التحرير.
وتطرح حماس قضية فكرية سياسية لا تقل أهمية عن طرحها الفكري السابق أن
الدولة الفلسطينية هي نتاج التحرير وثمرته أي أنها ليست أولوية قبل إنجاز التحرير،
وهذا خلاف البناء الفكري الذي تدعو له منظمة التحرير وبعض الفصائل المنضوية تحتها .
وتختم حماس وثيقتها بما يفهم منه بدعوتها إلى الحق والعدل والحرية ورفض الظلم والاستعباد .
هذه الوثيقة ترسم لنا حماس بخبرتها المتراكمة وحصاد عملها الصعب ، ومن الواضح أن حماس ما تزال حركة مبدئية تعتمد الآن لغة مفهومة تبحث عن التواصل لا العزلة.
وتختم حماس وثيقتها بما يفهم منه بدعوتها إلى الحق والعدل والحرية ورفض الظلم والاستعباد .
هذه الوثيقة ترسم لنا حماس بخبرتها المتراكمة وحصاد عملها الصعب ، ومن الواضح أن حماس ما تزال حركة مبدئية تعتمد الآن لغة مفهومة تبحث عن التواصل لا العزلة.
توتة الدار !
عندما أرى
شجرة التوت تستدعي نفسي خواطر قديمة تعود بي إلى مخيمي وعيشتي القديمة ، وتستحضر
لي صورة وطن مكتوم في صدري ، فقد كانت آباؤنا اللاجئون يقتربون من وطنهم المسلوب
بتحميل أكبر مشاهد ممكنة في صورة ملاجئهم ومخيماتهم التي طُردوا إليها، غنّى لها
الشاعر الشعبي الفلسطيني الراحل أبو عرب يا توتة الدار .
أذكر أن
العائلة التي تضم عائلات أصغر للأبناء تضم القطع الممنوحة لهم إلى بعضها ويجعلون
هناك مساحة للزراعة شجرة توت أو جوافة أو مشمش أو كرمة عنب ، وأجلّ البيوت وأكرمها
تلك التي تضم شجرة توت عملاقة دائمة الخضرة ... وكان من جيراننا الذين ينعمون
بالتوت الريّس الحاج كامل المصري من صيادي الطنطورة المهجّرين ، وأرملة الحاج أبي
دُمّر رحمهم الله جميعاً .
في النهارات
المضيئات يجتمع النساء والبنات تحت التوتة لتقليم الملوخية التي يأتي بها الآباء
بكميات كبيرة للتنشيف قبل انتهاء الموسم، أو حفر الكوسا والبذنجان وحشوها أو صناعة
الكبّة، أو تحميص القهوة أو عصر البندورة الناضجة بالأيدي، وتنشغل الصبايا بإعداد
السلطات وغسل الأطباق، ويتصارع الأطفال في ناحية أخرى تحت التوتة، أو يتأرجحون في
تلك المراجيح المعلقة على جذع شديد فيها.
وفي المساءات
المعتدلات اللطيفات تمتد الفُرُش والبُسُط وتلقى المساند والمخدات ويتسامر الرجال
والنساء، وينشغل بعضهن بالتطريز أثناء المسامرة، ويقولون إن أحاديث التوتة لا تشيع
لأن التوتة ساترة، وقد سترت أوراقها عورة أبينا وأمنا آدم وحواء كما تزعم كتب
الإسرائيليات.
كان دخولنا
إلى بيت الحاج كامل وابنه أبي مروان وكنّته أم مروان أسهل وأطيب فهم جيران كرام
محبون لطفاء ندخل مع أولادهم إلى عمق الدار ونلتقط التوت الناضج وربما اعتدينا على
توت أبيض يابس لم ينضج بعد إذا لم نصل إلى حبّة مستوية .
في منزل
الحاجة أم دمر كانت هناك أسوار عالية ، وكانت شجرتهم أكبر وأغنى بالتوت ، وكانت
مما تغري الأطفال المشاغبين باستعلاء الجدار فوق ظهور بعضنا أو رمي الأغصان
بالحجارة والأخشاب وقضبان الحديد ، وكثيراً ما سقطت في رحبة دارهم فكسرت الزجاج أو
أطباق الطعام أو سقطت على رأس أحدهم أو جنبه فكان ذلك مما يستدعي صياحهم والخروج
علينا بعصا غليظة ، ولكن لا أذكر مرةً أنهم تمكنوا من التقاط أحدنا .
في رحلتي
الأخيرة للجزائر فاجأني الصديق الغالي محمد أبو جزر بطبق من التوت وضعه بين
الأصدقاء ، فننزعته من بين أيديهم، إذ ظننت أنهم لا يأكلونه بشغفٍ، ومنحتُهم حبة
أو حبتين، وتذكرتُ بهذه المناسبة أمراً شبيهاً إذ تذكرت حديثاً أخرجه الخطيب البغدادي
في تاريخه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأكل توتاً في قصعة" وأخبرتهم بذاك الحديث الموضوع الذي يحكيه
الشاميون في مسامراتهم : " كل شيء بحِشمةٍ إلا التوت" فإنه لا يؤكل
باحتشام فهو أشبه بالتسالي؛ ثم لمّا رآني الصديق الشاب إسلام فقير أحبّ ذلك التوت
مضى بي إلى صفوف متراصة من التوت تتدلى الحبات أمام عينيّ بالمئات منها رغم صغر
حجمها فطفقت آكل منها حتى انتفخ البطن وقال قَطْني... وقد أعجبني أن التوت في معظم
شوارع مدن الجزائر الساحلية فكان ذلك مما جعل صورة فلسطين تبدو لي أوضح في الجزائر
التي تحب فلسطين مثلي .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)