وقد خصص أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان للمسجد الأقصى كمية كبيرة
من الزيت المعدّ للإضاءة (مائة قسط زيت= 210 ليتر # في كل شهر)، وتكلفة تجهيز
800000 ذراع من الحصُر لفرش المسجد، وفرّغ له خدماً بلغ عددهم نحو 230 مملوكاً من الجنود
المأسورين في العمليات الحربية مع البيزنطيين من خُمس الأسارى الذي يتصرف فيه
الحاكم وفق المصلحة التي يراها، لذلك كان هؤلاء المماليك يسمّون بالأخماس، ولهم
نُوَب وأوقات مخصوصة للعمل وفق نظام دقيق في الخدمة .
ولم يكتف الأمويون بشرف الخدمة الذي يمكن لكل ذي مال أو جاه أن يدّعيه
بل حصّنوا لحمايته الثغور البحرية الشامية كلها خوفاً من غارات البيزنطيين البحرية
.
لقد كانت قيمة الأمويين وخلافتهم من قيمة بيت المقدس التي جعلوها مركز
قوتهم الدينية ومحل بيعتهم وأقاموا المصايف والمشاتي من حولها ، وثبت لديهم قول
أبي عمرو السيبانيّ : ( ليس من الخلفاء من لم يملك المسجدين: مسجد الحرام ومسجد
بيت المقدس) .
ردّ الله غربتَك أيها المسجد المبارك وأعادك إلى حياض الأمر وصرف عنكَ
السوء والفحشاء وحّكام الغفلة وسلطة العار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق